تحدثت أمس عما فعلته وتفعله الحكومة من أجل الحجاج وفي سبيل راحتهم فماذا عملنا نحن وما هو واجبنا إزاء ضيوفنا من الحجاج؟!

لقد بدأ المطوفون يعدون العدة لاستقبال حجاجهم ويجهزون المساكن والخدم وكلما يلزم من أجل راحتهم..

وبدأ التجار يزينون واجهات محالهم ويعرضون لهم كلما يريدون من متاع وهدايا.

والذين يقدمون للحاج لوازمه في منى وعرفات ومزدلفة بدأوا يعملون على إعداد محالهم هناك لتكون جاهزة عند حلول الموعد.

كل شئ عندنا الآن مسخر لخدمة حجاج بيت الله والوافدين إليه من كل جدب وصوب.

فهل نكون بهذا وحده قد أدينا واجبنا كاملاً إزاء هؤلاء الضيوف الذين استجابوا لنداء ربهم؟!

في رأيي: لا حتى ندعم هذه الخدمات بمجموعة من الأخلاق الكريمة والمعاملة الطيبة..

فالتاجر الذي يتبايع مع الحاج على سلعة من السلع فيطلب لها ثمنا مائة ريال مثلاً ثم يبيعها له بعشرين ريال أو يبيعها لحاج بعشرين والآخر بخمسين مسئ إلى سمعة بلاده وقومه.

والتاجر الذي يغضب إذا لم يشتر منه الحاج ويجذب البضاعة من يده جذباً يعطي أسوأ فكرة عن أخلاق قومه.

والمطوفون ومن يخدمون الحجاج يجب أن يكونوا في أعمالهم وتصرفاتهم صورة من صور الأخلاق الفاضلة والأعمال الشريفة والمعاملة الكريمة.

فلنحسن معاملة الحاج واستقبال وفود الله كما نحسن تقديم الخدمات المادية له وبهذا وذاك مجتمعين نكون قد أدينا واجبنا كاملاً.