القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 186 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الأحد, 07 أغسطس 2011 21:13

ملاحظات على الحج 2

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

نعم نجح المرور ولكن..

لقد عانى المواطنون والحجاج على حد سواء من خطة المرور هذا العام معاناة شديدة نرجو ألا تتكرر في عام قادم بل نرجو أن يعترف رجال المرور أنفسهم كنقد ذاتي لما شعروا به من متاعب الناس لأن منع دخول السيارات الصغيرة ومنع الوقوف قطعياً ومنع دخول السيارات النقل لم يقتصر ضرره ومتاعبه على المواطنين بل تعدى إلى الحجاج فالسيارات الصغيرة كانت تخدم أغراض الحجاج، فالمطوفون وأتباعهم وهم حجر الزاوية في خدمة الحجاج وتوفير وسائل الراحة لهم شلت حركتهم حتى عجزوا عن نقل مرضاهم إلى العيادات والمستشفيات.

وسيارات النقل الصغيرة  التي منعت كانت تعمل في خدمة الحجاج أيضاً وأصحاب المتاجر وكل مواطن بمكة تقريباً مجند للعمل أيام موسم الحج فكيف يتحرك هؤلاء؟! إن خطة المرور هذا العام استهدفت بالدرجة الأولى إنقاص عدد السيارات  التي سوف تسير على شوارع مكة والمشاعر وتنظم سيرها والحيلولة دون عرقلة السير.

وفي اعتقادنا أن لكلا الهدفين ضحايا ومشاكل كان يجب أن توضع في الحسبان ولا ينظر كل إنسان للأمور من زاوية خاصة فالإقلال من عدد السيارات يعنى شل حركة الناس الذين كانوا يسيرون بسياراتهم طيلة العام في وقت تضاعفت فيه حاجتهم إلى السيارات وقد كان ملحوظاً أن الشوارع كانت خالية من السيارات أيام الحج أكثر مما كانت عليه في الأيام العادية.

ولتحقيق هذا الهدف اقترحت إدارة المرور خطتها  التي تقوم على:

1) الإقلال من عدد السيارات. 

2) منع الوقوف قطعياً وبشدة حتى في الشوارع الفرعية والواسعة.

3) سد المنافذ وإلغاء التقاطعات أي السير على طول.

وقد تحقق الهدفان بلا شك ومن ثمة نجحت الخطة بصرف النظر عن خلفياتها وأثارها على المواطنين والحجاج كما أسلفنا.. فالإقلال من عدد السيارات كان مفروضاً أن يسبقه دراسة وتهيئة البديل لتأمين المواصلات وقضاء الحاجات وقد ثبت من تصريحات المسئولين في شركة النقل الجماعي أن هذه الشركة لم تلتزم أمام أى جهة باستعدادها لسد هذا الفراغ الضخم الذي أحدثه منع السيارات الصغيرة وإن كنا نعتقد أن النقل الجماعي لو ألتزم بخطوطه الحالية فإنه لن يكون بديلاً كفئاً لقضاء حاجات الناس ومنع الوقوف قطعياً مع عدم توفير مواقف كافية بجوار الأسواق يحتاج إلى مرونة فيكون قطعياً في الأماكن الضيقة ويكون طولياً في الأماكن الأقل ضيفاً ومثل ذلك على جانب واحد ويكون غير مزدوج في بعض الأماكن إما أن يكون قطعياً في عموم الشوارع حتى في الخريق وسوق المعلاة وفي البيبان وشارع التنعيم بالزاهر فإن في ذلك شىء من التعسف الكريه لأن لسكان هذه المناطق سيارات خاصة بهم فأين يوقفونها؟! هل من المعقول كما طلب المرور أن يذهبوا إلى أحد المواقف خارج مكة ليوقفوها هناك؟! وهل يستطيع المواطن أن يستغنى عن سيارته منذ أواخر شهر ذي القعدة حيث بكرت إدارة المرور في تنفيذ الخطة قبل الحاجة إلى ذلك؟! وكان المفروض أن يبدأ منع الوقوف تدريجياً وحسب حاجة المرور وتزايد عدد الحجاج لا أن يبدأ دفعة واحدة حتى أصبحت الشوارع قاعاً صفصفاً واضطربت مصالح الناس وأدخلت السيارات إلى الأزقة الضيقة وأصبح سكانها في خطر وضيق وشجار كل صباح بسبب تعطيل بعضهم من الخروج لأن سيارة أو سيارات أخرى وقفت خلفه وقفلت عليه الطريق ويظل متسكعاً على البيوت يسأل عن صاحب السيارة الحابسة لتحريكها.

وأما سد المنافذ ومنع التقاطعات فقد كان المفروض أن يسبقها دراسة لوضع الشوارع والحواري وصلات السكان وتحركاتهم فلم يكن مقبولاً مثلاً أن تقسم محلة واحدة هي العتيبية إلى شطرين لا يمكن نفاذ من في الشطر الشمالي إلى الشطر الجنوبي والعكس إلا بعد قطع بضع كيلو مترات فقد سدت منافذ شارع الحجون من أوله بجسر الحجون إلى أخره بجسر الزاهر وتعذر اتصال سكان الشطرين بعضهم ببعض إلا بعد الذهاب إلى الزاهر أو كوبري الحجون وكذلك الحال في شارع عمر بن عبد العزيز مروراً بمستشفي الولادة وأبى لهب والتيسير فقد سدت كل المنافذ كل هذه المسافة وعطل إستعمال الميادين المنشأ لهذا الغرض وكأنها لم تكن.

إننا نعود فنسأل رجال المرور المنفذين للخطة والعاملين في المرور ميدانياً وليس مكتبياً وعلى الخرائط ما هو شعور أكثرية المواطنين نحو الخطة؟! هل قوبلت بارتياح؟! هل أحسوا بمزاياها ليتحملوا معاناتها بالرضا؟!!

إن هذا في نظرنا هو معيار النجاح وإن كان رضا الجميع غاية لا تدرك ولكن رضا النصف على الأقل مطلوب ومدرك، أما رضا رجال المرور وحدهم فإنه في نظرنا لا يكفي...

معلومات أضافية

  • العــدد: 3
  • الزاوية: كل خميس
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: المدينة
المزيد من مواضيع هذا القسم: « ملاحظات عن الحج 3 ملاحظات على الحج 1 »

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا