السماح بوقوف السيارات في الشوارع الممنوعة هذا ما نشرته جريدة الأخبار المصرية تسهيلاً على المواطنين الذين لا يجدون أماكن لانتظار سياراتهم.

هكذا يعالج إخواتنا في القاهرة مشاكل المرور لأنه إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع وليس لما يفعل رجال المرور عندنا هداهم الله وخاصة في المواسم فإن حملاتهم في هذه المواسم تشتد ويذيقون الناس المر ومسك العصا الغليظة التي ظهرت في رمضان هذا العام بمكة المكرمة بعد أن اختفت عدة سنوات.. وسحب السيارات حتى المفتوحة منها – بالونشات – وإلقائها في أي مكان دون إرشاد صاحبها إلى مكان إلقائها حتى صكت أذني بالنقد اللاذع من بعض الضيوف والمواطنين القادمين من مناطق المملكة لأداء العمرة والأنكى من ذلك هذه الحملة التي أعلنوها ضد المخالفات المرورية وإلقاء السائقين في السجن هكذا بدون محاكمة وبمجرد كلمة من أي رجل مرور يزعم فيها مخالفة السائق دون تقدير للآثار النفسية والاجتماعية الناتجة عن السجن من أجل وقوف في غير موقف أو عدم تجديد رخصة وهو ما لم نسمع به في أي بلد آخر..!! خاصة في أيام مثل أيام رمضان أو أيام العيد كما فعل إخواننا رجال المرور عندنا.

إنني لا أنكر ما يبذله رجال المرور عندنا من جهود وما يلاقونه من عناء لتسهيل حركة المرور خاصة في المواسم والأعياد ولا أنكر على الكثيرين منهم ما يتمتعون به من أخلاق وحسن معاملة ولكني أعتب على الكثير من حملة العصا. فقد تعاملت وكثير من المواطنين مع رجال المرور وفي كل البلاد العربية المجاورة فلم نجد منهم إلا أحسن معاملة وأفضل أخلاق أما المواقف فإنني أعجب من عدم تنفيذ البلديات عندنا لمشروعات المواقف العامة ذات الطوابق المتعددة التي نعتقد أنها ستخفف كثيراً من متاعب رجال المرور وتريح أعصاب الناس من الخوف والذعر من شخطات رجال المرور.. إنني لا أطالب بإعفاء أحد من العضوية النظامية مهما كان ولكن أطالب بتطبيقها بدون هوادة ولكن بأدب وبأسلوب ادفع بالتي هي أحسن وأنا واثق أن المواطن سيدفع ولو تظاهر بعدم الاكتراث ساعة الدفع فإنه سيرتدع حتما ومن يكرر المخالفة فيتكرر عليه الدفع إما أن يسحب السائق وسيارته إلى مركز المرور ويلقي به في السجن في انتظار موظف الجزاءات الذي قد يكون ساعتها يغط في نومه أو حتى يأتي دوره في تطبيق الجزاء ويظل ساعات طويلة فإنه إضرار غير جائز وعقوبة تطفي على الذنب وامتهان لكرامة.

أعتقد أن كبار رجال المرور لا يرضونها، وأما أن يلتقط بعض مخبري الصحف التصريحات من بعض رجال المرور غير المسئولين بأنهم ينجزون في اليوم أكثر من ألف رخصة وهو كلام مبالغ فيه ويضلل المسئولين ويصرفهم عن تزويد أجهزة المرور الإدارية بالموظفين الأكفاء. فقد لاحظت أن أكثرية موظفي المرور من الجنود والعرفاء الذين تنقصهم السرعة في إنجاز المعاملات.

وأخيراً إن السجن للمواطن بدون جريمة تستحق السجن، فيه ظلم للمواطن وإذلال لنفسه أرجو أن يمتنع عنها رجال المرور حفاظاً على كرامة المواطنين وسحب السيارات ولو كانت مفتوحة وإلقاؤها في مكان مجهول معرضة للنهب والسلب فيه إهدار لمال المواطن.

أرجو أيضا أن يمتنع عنه رجال المرور على أن يكون السحب مقصوراً على ما يعطل الحركة وإلى مكان أمين معروف.