الكلام عن الموظفين ورواتب الموظفين والمتقاعدين ورواتب المتقاعدين حديث ذو شجون ولكني أكتفي برسالة تلقيتها من موظف أرادني أن أعلق على مأساته التي هي مأساة الكثيرين من غيره والتي أوجزها في ما يلي:

توظف منذ إحدى وعشرين سنة وفي اليوم الذي توظف فيه ولد لجاره مولود بلغ الآن الحادية والعشرين تماماً وما زال هو في المرتبة الخامسة رغم حصوله على الثانوية العامة ومن مفارقات الحياة أن ابن جاره الذي ولد يوم بدء عمله في الوظيفة حصل على الشهادة الثانوية أيضاً وعين بالمرتبة الخامسة فأصبح – لا حسداً – يتحسر على إحدى وعشرين سنة ذهبت من زهرة شبابه في العمل الحكومي حتى أصبح ذا عائلة تتكون من تسعة أشخاص وهو ينادي بإنصافه وإنصاف أمثاله من قدامى الموظفين الذين أصبح يتخطاهم الجدد وهم مجمدون في قواعدهم.

الزيادة.. وتثبيت الأسعار

مرحباً بزيادة رواتب العسكريين.. ومرحباً بزيادة رواتب الموظفين.. ومرحباً بكل مكرمة أو خطوة لتحقيق الرفاهية لهذا الشعب الوفي المخلص لمليكه وحكومته.

ولكن الذي نخشاه هو ردة الفعل لهذه الزيادات عند التجار والعمال والصناع لكل واحد من هؤلاء سيزيد هو الآخر من أسعاره وأجوره ليمتص هذه الزيادة وتكون مهمة الموظف عسكرياً كان أو مدنياً هو قبض الزيادة باليمين ثم تسليمها لهؤلاء بالشمال.

إننا نرجو أن يتبع هذه الزيادة تثبيت صارم للأسعار وتحديد للأجور ومراجعة فعالة وجزاءات رادعة وإلا ضاعت الفرحة ورجعنا للمطالبة بالزيادة من جديد والشكوى من غلاء المعيشة.

منذ أيام اشتريت قطعة للسيارة الهوندا الصغيرة جداً هي عبارة عن فحمات كانت لا تساوي أكثر من ريالين.. اشتريتها بأربعة وعشرين ريالاً والحديث عن قطع الغيار وعدم توفرها وغلاء أسعارها غلاءً فاحشاً حديث طويل يعاني منه المواطنين ويستنجدون بوزارة التجارة لوضع حد لهذا الجشع.. هذه القطعة التافهة طلب العامل الذي قام بتركيبها مائة وثلاثين ريالاً.

إن هذه الحادثة نموذج صغير من حوادث الجشع التي ستتضاعف عندما تحس بزيادة الرواتب.

إن على وزارة التجارة والبلديات مسئولية الحفاظ على مستوى الأسعار والأجور بالتسعيرة الجبرية.

معاشات التقاعد

المكرمة الملكية التي بشر بها صاحب السمو الملكي ولي العهد المعظم ونائب جلالة الملك ابتداء من رفع معاشات الضمان الاجتماعي إلى رفع مرتبات العسكريين إلى إطلاق المساجين هزت مشاعر المواطنين في كل مكان حتى فاضت قلوبهم بالحب وألسنتهم بالدعاء والثناء وفي الجو أيضا بشرى زيادة رواتب الموظفين التي ترددت أخبارها في الصحف.

بقيت مكرمة واحدة نعتقد أنها لم تفت على الدولة ولعلها موضع الدراسة ولكن أصحابها يريدون أن يروا بصيصاً من النور في سبيل تحقيق آمالهم.

إنها مكرمة زيادة معاشات المتقاعدين وخاصة القدامى منهم، إنهم يتطلعون إلى شمولهم بالمكرمات.