مالئ الدنيا.. وشاغل الناس
كان هذا هو وصف الشاعر العربي الكبير المتنبي في الماضي.. أما الآن فإنه في نظري يجب أن يطلق على شاه إيران فمنذ أن قامت الثورة الإيرانية ولا شاغل يشغل حكومة إيران إلا المطالبة بعودة الشاه لمحاكمته كما يقولون..
ومنذ نحو بضعة شهور زاد الطين بله.. إحتلال بعض الطلاب الإيرانيين لسفارة أمريكا في طهران واعتقال من فيها من موظفين كرهائن.
وأضيفت إلى مشكلة تسليم الشاه مشكلة إطلاق سراح المعتقلين في السفارة الأمريكية وأصبحت المشكلتان هما الشغل الشاغل لوكالات الأنباء والصحافة العالمية.
ليس هذا مهماً ولكن المهم هو اشتغال إيران نفسها بهذه المسألة التي تعتبرها غير جوهرية بالنسبة لما هو أمام حكومة إيران الجديدة من إصلاحات داخلية. واجتماعية واقتصادية وأقليات وخلافات بين آيات الله وتناقضات في التصريحات فلا يعرف المراقب ماذا يأخذ وماذا يدع من هذه التصريحات، وسلطات متعددة كل سلطة لها رأي حتى الطلاب أصبحوا سلطة داخل السلطة إن لم يكن فوقها.
ماذا يريدون من الشاه؟!
إنه رجل منيته على وشك أن يفضي إلى ما قدم، وما هي الجدوى من استلامه ومحاكمته؟!.. من المحتمل جداً أنه بمجرد أن يتبلغ أمر تسليمه إلى إيران – وهو يعرف ماذا ينتظره هناك – سوف يخر صريعاً بالسكتة القلبية كمداً وحزناً.. فماذا ستستفيد إيران من استلام جثة هامدة بعد ضياع هذه الشهور الطويلة وعدم الاستفادة منها في تسوية أمورها الداخلية أولاً ثم مع جاراتها العرب؟!..
إن قلبنا مع إيران المسلمة من نتائج هذا الانشغال.. فنحن نريدها دولة إسلامية تحقق الرخاء والعدالة لشعبها المسلم وليذهب الشاه حيث يريد فحسابه على الله..
حول مجلس الشورى
لا.. لست مع أستاذنا الكبير الأستاذ محمد حسين زيدان في رأيه بإدخال أصحال المعالي الوزراء ضمن أعضاء مجلس الشورى لأن في هذا خلط بين السلطتين التشريعية والتنفيذية من ناحية ومن ناحية أخرى له تأثير على حرية الأعضاء في التعبير عن آرائهم التي يرونها للصالح العام.
أما إذا اقتضت الضرورة مناقشة بعض الأمور بحضور الوزير المختص فإن هذا جائز في كل أعراف المجالس المماثلة.
وأنا أيضا مع الأستاذ المحامي عبد الله محمد العقلا في رأيه المنشور بالرياض في أن يعتمد التعيين في مجلس الشورى على الكفاءة وليس لمجرد التوزيع على المقاطعات وأن يكون المجلس لسنوات محددة لا يجدد بإستمرار بل لابد من التغيير والتبديل وإدخال عناصر جديدة.
معلومات أضافية
- العــدد: 76
- الزاوية: رقيب اليوم
- تاريخ النشر: 9/3/1402ﻫ
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.