(1) حول الحج
كلام عجيب غريب قرأته في إحدى الصحف العربية التي تصدر بالكويت الشقيق.. يقول هذا الكلام:
«لو أنه يجرى جمع الأموال التي يخصصها عشرات الآلاف من الحجاج من أجل السفر إلى الديار المقدسة في صندوق إسلامي عام اسمه صندوق تحرير القدس وحينما يقدم المسلم على ذلك فكأنما هو قام بواجب من واجبات الجهاد التي يفرضها الإسلام»!!
وفي نفس العدد من الصحيفة قصة تقول إن حاجاً خرج من بلاده لأداء فريضة الحج فلقي في طريقه فقيرة تريد إطعام عيالها الجياع فتصدق عليها بنفقة الحج ورجع ولكنه فوجئ بعد عودة رفاقه من الحج بإخبارهم له أنهم كانوا يرونه يؤدى مناسك الحج معهم بل وفي مقدمتهم وكأنه لم يرجع من الطريق لأن كثيراً من المؤمنين يعتبرهم الله قد حجوا إليه دون الذهاب إلى الحج لأنهم أعطوا الخير.
ولست أدرى ما هو الهدف من نشر هذا الكلام في هذا الوقت بالذات؟! وما هو الدافع إليه؟! أهو من باب الصد عن سبيل الله بعد أن رأي أعداء الإسلام رجوع المسلمين إلى دينهم وفزعهم إلى ربهم والإقبال على رحلات الروح والتعرض لنفحات الله بعد الإعراض والانصراف إلى رحلات اللهو والعبث ومتع الدنيا؟!
أم هي نفثة من نفثاتهم الحاقدة التي يوحون بها إلى أوليائهم من شياطين الإنس لينقضوا عرى الإسلام عروة عروة؟!
صحيح أن الجهاد فريضة.. ولكن الحج هو الآخر فريضة فكيف يجوز تعطيل فريضة على حساب القيام بفريضة؟! ومن هو الذي أفتى بهذه الفتوى؟!
وهل بلغ عجز المسلمين، على كثرتهم، هذه الدرجة من ضرورة تعطيل إحدى الفريضتين للوفاء بالالتزام إزاء الفريضة الأخرى.
وسؤال آخر نريد أن نوجهه إلى دعاة إلغاء الحج وتحويل نفقاته إلى الجهاد لتحرير القدس:
هل المال وحده هو الذى ينقصنا لتحرير القدس؟
وهل إذا جمعنا مال قارون ونحن على ما نحن عليه من انقسام وفقدان الثقة بالنفس وضعف الإيمان بالنصر والسير في ركابات تتجه إلى اليمين وأخرى تتجه إلى اليسار وتظل بعض الأحيان مذبذبة لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.. إذا جمعنا ذلك هل نضمن النصر وتحرير القدس؟!
لا يا أخي.. فبالإيمان المدعم بالقوة والمال نستطيع أن نسترجع القدس وكل شبر من أرضنا المحتلة.
والإيمان نفسه هو الذي يمنحنا القوة ويمطرنا بالأموال والله سبحانه قبل ذلك وبعد ذلك ناصر المؤمنين.
معلومات أضافية
- العــدد: 14
- الزاوية: كل خميس
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: المدينة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.