قال محدثي وقد بلغ منه الأسي مبلغه:

في مجتمعنا الذي نعيش فيه مرضى من نوع خاص- إنهم أصحاء أقوياء أمام النظرة العابرة ولكنهم مرضى.. مرضى يرثى لحالهم عند النظرة الفاحصة أو التجربة.

مرضى النفوس وليسوا مرضى الأجسام، ومرض النفس أشد خطراً وأعصى علاجا، والأيام وحدها الكفيلة لعلاج هذا المرض فإما شفاء تام إذا كانت النفس مستعدة وإما انهيار وتردى إلى الحضيض.

فترويج الأراجيف واختلاق المحاسن والمساوئ.. المحاسن لمن نحب والمساوئ لمن نكره ما بين غمضة عين وانتباهها.. مرض - أعاذك الله منه-

والكذب على الأحياء والأموات وتقويلهم ما لم يقولوا وادعاء البطولة الكاذبة في كل فن وعلم نوع آخر من مرض النفس.

وحب الظهور وادعاء العلم ببواطن الأمور وتلقف الأخبار والزيادة عليها وتحويرها بما يرضى الصديق أو يغضب العدو مرض آخر من الأمراض النفسية.

وجوع النفس والتكالب على المال وكتمان نعمة الله والظهور بمظهر البؤس والفاقة مرض نفسي أيضاً.

والذي يقبل ثناءك المستحق وغير المستحق ثم يثور لأول بادرة من بوادر النقد ويقلب لك ظهر المجن وكأن لم تكن بينك وبينه مودة من قبل مريض نفسياً.

وعقلاء الناس من يستطيع اكتشاف المرض من أول تجربة وعدم الانخداع بتأثير ما ينسجه الخيال المريض وتنفثه النفس العليلة.

وقد يصاب الواحد بأكثر من مرض واحد منها وقد يتطور الأمر إلى الإصابة بها جميعا وحينئذ (......)

ثم أطرق محدثي وانقطع عن الكلام.. قلت: أكمل.. قال: ماذا أقول؟! إنها مأساة.. لقد أصيب صديقي فلان بكل هذه الأمراض مجتمعة وقد كنت منذ سنوات ألاحظ أعراضها تبدو عليه واحدة واحدة ولم افلح في وقايته منها فقد كان استعداد نفسه للإصابة بهذه الأمراض قوياً حتى ذهبت كل محاولة سدى.. وأصبحت الآن في حيرة فما كان يمليه عليه مرضه فيفعله في غيري واسمعه بأذني وأراه بعيني راح يفعله ضدي. ضدي أنا من كنت أدعو له بالشفاء وأتمنى له الخلاص من أمراضه.

وما أدرى ماذا افعل هل أجزيه شراً بشر أم اعتبره مريضاً فأعذره وليس على المريض حرج.

قلت أو تأذن لي أن أنشر قصتك ليشترك معي قراء حراء في حل مشكلتك فقد عودوها حل المشاكل؟ قال افعل.. ولكن دون ذكر الأسماء.. قلت سأفعل..

وبعد...

فهذه مشكلة قارئ أدعو قراء حراء وخاصة من لهم إلمام بعلم النفس من مدرسين وغيرهم للمشاركة في حل مشكلة هذا القارئ مع بسط بواعث الإصابة بمثل هذه الأمراض ووسائل علاجها وهل هناك أمل في التخلص منها؟!