.. ونجح المرور
أجل نجح المرور.. ونجحت تنظيمات المرور.. ونجح رجال المرور هذا العام بحق وحقيق ولا يسع المنصف إلا أن يقدر ويعترف لهذا النجاح الذي هو جزء من تنظيمات الدولة لتيسير سبل الحج لوفود بيت الله الحرام..
لقد كان السير في مكة المكرمة بالذات وفي أشد أيام موسم الحج زحاما يمضي رخاء دون عنت أو مشقة وأخف من بعض المواسم الأقل كموسم شهر رمضان ويرجع ذلك إلى فضل الله أولا ثم فضل التنظيمات التي وضعها المسئولون عن المرور ثم طبقوها بحزم بصرف النظر عن الهبات البسيطة التي وقعت في مطلع التنفيذ كمنع سيارات النقل الصغيرة من الدخول إلى البلدة مطلقا فارغة أو محملة ثم جرى تعديل ذلك بالسماح للمحملة باستمرار وللفارغة ساعات محدودة واستعمل الحزم في منع الوقوف في المناطق الحساسة فكان هذا النجاح الذي استحق عليه رجال المرور التهنئة والشكر.
فقط لي هناك بعض الملاحظات القديمة التي كنت أورد ألا أجدها هذا العام مع هذا التنظيم وهي..
1- العصي الغليظة التي ما زالت تنزل بقسوة وبقوة على وجوه السيارات بمناسبة وغير مناسبة وخاصة في مزدلفة لمنع الحجاج من الوقوف ولقظ الجمار حتى خارج خطوط الأسفلت والوقوف بمزدلفة واجب من واجبات الحج فكيف يعمل الحجاج وبعضهم لا يتمكن من أداء هذا الواجب تحت ضغط العصي وخوف السائق من كسر السيارة وربما كسر رأسه إذا رفض الانصياع والسير، إن هذه النقطة تحتاج إلى منظم وترتيب ورجال مرور يتفاهمون مع الناس ويسمحون لهم بأداء هذا الواجب ولو نصف ساعة على الأقل لأداء صلاة المغرب والعشاء ولقط الجمار..
2- بعض الجنود ما زالوا في حاجة إلى تدريب على اللطف في معاملة الناس ومخاطبتهم على قدر مكانتهم التي تدل عليها ظاهر أشكالهم على الأقل أو سنهم فالله سبحانه وتعالى يستحي من ذي الشيبة بينما هم لا يفعلون بل يصرخون في وجوههم ويوبخونهم وكأنهم أطفال.
ولسنا بهذا نطلب منهم التساهل مع أحد، فالكل أمام النظام سواء – وليتهم يفعلون ذلك دائما وتماما – ولكننا نطالب بلطف القول ومهذب الكلام.. فالله قد أمر نبيه موسى وهارون أن يدعوا فرعون إلى الإيمان بالقول اللين..
وما زلت أذكر ما حدث لي في قطر عربي شقيق وهذا العام إذا وقف ابني السيارة على أحد الأرصفة بعد أن وجد قبله بعض السيارات وبعد العودة لم نجد جنديا يهزع بنا أو يطلب إبراز الرخصة والاستمارة ولم نجد قسيمة مخالفة وجزاء بل وجدنا رسالة في منتهى الأدب التهذيب تقول بالحرف الواحد (أهلا بك في الإسكندرية.. بلدك ونتمنى لك إقامة طيبة، أنت الآن تقف في مكان ممنوع الوقوف فيه.. نرجو أن تساهم معنا في تسهيل حركة المرور بالمدينة بعدم الوقوف في الأماكن الممنوعة وشكرا).. هذه الرسالة جعلتني أشعر بالخجل ولا أكرر الوقوف في نفس المكان رغم ترددي على المنطقة يوميا ورحنا في كل مرة نبحث عن مكان مسموح للوقوف..
أرجو أن أرى كل رجال مرورنا على هذا المستوى من أصغر جندي إلى أكبر ضابط وأكرر تهنئتي لرجال المرور عندنا بنجاح خطتهم هذا العام وأرجو لهم مزيدا من النجاح في المستقبل وآمل أن يتسع صدرهم لهاتين الملاحظتين..
معلومات أضافية
- العــدد: 92
- الزاوية: رقيب اليوم
- تاريخ النشر: 9/3/1402ﻫ
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.