القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 157 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الخميس, 06 أكتوبر 2011 16:38

من هو الصادق

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

رئيس وزراء إسرائيل يرد بعنف وسخرية على تصريحات رئيس وزراء عصر أو على الأصح بيانه الذي ألقاه أمام اللجنة البرلمانية للحزب الوطني والتى برر فيها موافقة مصر على معاهدة الصلح الإسرائيلية المصرية وادعى أن هذه المعاهدة ستحقق انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة وقيام دولة فلسطين وعودة القدس.

رئيس وزراء العدو الإسرائيلي يؤكد: أن القدس ستظل موحدة إلى الأبد وعاصمة لإسرائيل وستظل إسرائيل تواصل الاستيطان وإقامة المستوطنات الجديدة في الضفة الغربية وغزة كما يؤكد حصول إسرائيل على كل مطالبها في المفاوضات ورفضها كل المطالب المصرية.

هذا ما يقوله بيجن جهارا ونهارا وقبل التوقيع على المعاهدة ويصادقه على ذلك وتؤيده أمريكا فيصرح مساعد وزير خارجيتها بأن ما أدلى به بيجن لا يتعارض مع نص معاهدة الصلح.

ومع ذلك يقول السيد خليل رئيس وزراء مصر الشقيقة أن ما ذكره بيجن يتعارض وأساس السلام الدائم المتفق عليه في كامب ديفيد.

فمن يصدق المواطن العربي من المتكلمين؟! الناطق المصري؟ أم الناطق الإسرائيلي؟! أم الناطق الأمريكي؟!

إن القوة في الكلام الإسرائيلي والضعف والخوف في الكلام المصري توحي للمواطن العربي أن الصدق كل الصدق في الكلام الإسرائيلي مع الأسف الشديد.

ولا يملك العربي المسلم إلا أن يقف مبهوتاً حزيناً أمام هذه الاتفاقية ففي الوقت الذي يقف إلى جانب العرب في قضيتهم العادلة كثير من الدول الأفريقية الغير العربية ولا المسلمة وبعض الدول الأوروبية كأسبانيا وبعض الدول الإسلامية غير العربية كإيران وباكستان ويقطعون علاقاتهم بإسرائيل ويخاصمونها.

في هذا الوقت بالذات تخرج من الصف العربي دولة عربية شقيقة – بل أكبر شقيقة لتصالح إسرائيل وتقيم معها علاقة ودية ودبلوماسية واقتصادية.

تخرج من الصف بدون مكسب فآبار البترول البسيطة وصحراء سيناء لا تعد مكسبا بجانب الخسارة الكبرى بهذه النكسة لقضية العرب الأولى.

وعود أمريكا بالسلاح والمساعدات مجرد سراب يحسبه الظمآن ماء، وما فائدة السلاح بعد الصلح مع إسرائيل؟! ولمحاربة من والمساعدات ما مصيرها إذا سقط كارتر في الانتخابات وعلى فرض نجاحه ألا تؤخذ العبرة من مواقف أمريكا السابقة من أصدقائها عندما تقلب لهم الأيام ظهر المحن؟! فالشواهد على ذلك كثيرة آخرها موقفها من إيران؟!

والأنكى من تراجع الرئيس كارتر عن كثير من تصريحاته وأقواله ووعوده عندما يشخط فيه بيجن انهزم ويحمر له عيونه وآخرها تصريحه عن ضرورة قيام الدولة الفلسطينية وعودة القدس إلى العرب.

والعجيب المستغرب أن الرئيس كارتر ما زال يكرر استعداده للتفاوض مع منظمة التحرير لو قبلت القرار رقم 242 والتعايش مع إسرائيل!! ولا ندري بلسان من يقول الرئيس كارتر هذا الكلام؟! بلسان إسرائيل؟ ورئيس وزراء إسرائيل يندد دائما بكلام الرئيس كارتر بل يهدده!! أم بلسانه هو الذي سبق أن مسح به كثيرا من كلامه أمام رفض إسرائيل؟! أم يريد أن يجر رجل منظمة التحرير كما جر رجل الشقيقة مصر حتى أوقعها في هذا الحلف المهين!!

وإسرائيل هذه التي ترفض قرارات الأمم المتحدة منذ أكثر من ثلاثين سنة بكل استخفاف وصلف وتطاول على أمريكا ماذا تستطيع مصر أن تأخذ منها من حق أو باطل؟! ومن الذي سينصف مصر منها إذا أخلت بعهد أو وعد أو اعتدت ؟! أمريكا؟! إن أمريكا نفسها لا تستطيع أن تأخذ حقها من إسرائيل؟!

إن قصة إسرائيل مع مصر تذكرنا بقصة الثور الأسود عندما سمح للأسد بافتراس الثور الأبيض – فلسطين – قلما خلا للأسد الجو افترسه فردد الثور المسكين مقولته الحزينة التي أصبحت مثلا – إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض.

إن الفرصة في نظرنا ما زالت متاحة أمام الرئيس السادات للحفاظ على الصف العربي من جهة وعلى مكاسب قضية فلسطين في الأمم المتحدة والأوساط الدولية والرد على هذه العنجهية الإسرائيلية التي عقب بها بيجن على بيان رئيس الوزراء المصري وكذبه فيها مؤكدا أن الاتفاقية لا تتضمن إمكانية قيام دولة فلسطين ولا عودة للقدس ولا انسحاب من الضفة الغربية أو غزة. فماذا في الاتفاقية إذن ؟! ولماذا الصلح؟!

إننا باسم الملايين من العرب والمسلمين نناشد الرئيس السادات أن يرفض التوقيع على هذه المعاهدة الخاسرة وإيثار صداقة إخوانه العرب على صداقة بيجن وكارتر والخروج من إنذار الله الشديد لمن يتخذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين.

وليلق الله شهيد فلسطين والمسجد الأقصى كما فعل فيصل – طيب الله ثراه – خير من أن يلقاه شهيد إسرائيل!!

معلومات أضافية

  • العــدد: 96
  • الزاوية: رقيب اليوم
  • تاريخ النشر: 9/3/1402ﻫ
  • الصحيفة: الندوة

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا