مهزلة الاتفاقيات ووقف إطلاق النار!
لا ندرى إلى متى سوف تستمر هذه المهزلة التي جعلتنا – نحن العرب – موضع السخرية من العالم الذي يقرأ ويسمع كل صباح عن اتفاقيات لوقف إطلاق النار أو اتفاقيات أخرى وقبل أن يجف حبر التوقيع تكون النار قد أطلقت بشكل أشد ونصوص الاتفاق قد ديست بالأقدام؟!
وهل القصد من هذه الاتفاقيات هو المماطلة للانتهاء من الإجهاز على المقاومة الفلسطينية أولاً ثم مسلمي لبنان أم هو استخفاف بعقول الساسة العرب والإنسان العربي؟!
لقد وضع السيد الحبيب الشطي عضو اللجنة الثلاثية إلى لبنان النقاط على الحروف وحمل المسيحيين اللبنانيين مسئولية استمرار الحرب اللبنانية وإهداهم من رفض وقف إطلاق النار وهو الانتصار والحصول على مكاسب وإلقاء الفلسطينيين في البحر..
هذا هو بعض الحق في قضية الساعة وليس كل الحق، فالحق الذي كان يجب أن يقال ويقف الجميع في وجهه هو أن السبب في تشجيع المسيحيين على هذا الموقف المتشدد هو وقوف الجيش السوري إلى جانبه فلو استطاعت الدول العربية أن تمنع تدخل الجيش السوري المسلم في صف المسيحيين لمحاربته مسلمي لبنان والمقاومة الفلسطينية.. لو استطاعت الدول العربية أن تفعل ذلك بالقوانين الدولية المتعارف عليها أو بالقوة إذا لزم الأمر لتمت التصفية الداخلية بين المتحاربين في لبنان وينتصر من ينتصر فالدنيا دول وإذا أنهزم أصحاب الحق مرة فإنهم سينتصرون مرة أخرى والغلبة في النهاية لدعوة الحل دائماً وإذا كنا لم نيأس من الانتصار على اليهود في يوم من الأيام فإننا لن نيأس من الانتصار على المسيحيين طالما أننا لسنا بغاة ولا متجبرين..
إنما الذي يحز في النفس هو موقف الجيش السوري من هذه الحرب.. حرب البغي حرب العدوان..
لو أن أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا وإسرائيل اعتدت على مسلمي لبنان وساعدت مسيحييه لهان الأمر واحتسبنا شهداءنا عند الله وترقبنا نصره.. أما أن يذبح الفلسطينيون ومسلموا لبنان بأيدي أخوتهم مسلمي سوريا فإنها والله الحالقة بل الطامة التي ستظل دماؤها تنزف قروناً طويلة فإن من استطاع أن يسخر الجيش السوري المسلم لذبح إخوانه من الفلسطينيين ومسلمي لبنان وأبنائهم وتدمير هذا البلد الحضاري ومحوه من الخارطة سوف يستطيع بلا شك أن يسخر جيشاً أخر منا لذبح أى شعب أرادوا فنائه ومحوه من الخريطة ومن أعان ظالماً سلط عليه.
كم كنا نود أن تقول اللجنة الثلاثية الحق كله لا بعضه وتشهد العالم على حقيقة المذابح التي تجرى في هذا البلد الشقيق، أما الجزء الذي صرح به أحد أعضائها وهو موقف المسيحيين من حرب لبنان وأهدافهم فإنه شيء طبيعي ومعروف ولكن غير الطبيعي وغير المعلن للعالم هو موقف الجيش السوري من هذه المؤامرة الكبرى التي تحاك ضد الفلسطينيين ومسلمي لبنان...
فهلا أعلنتها الجامعة العربية كلمة صريحة مدوية؟! وهلا وقفت بجانب المظلوم وقفة رجولية لا تخشى في الحق لومة لائم وأخذت بالمبدأ الإسلامي القائل: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، ظالماً بردعه عن الظلم، ومظلوماً برفع الظلم عنه؟!
معلومات أضافية
- العــدد: 124
- الزاوية: رقيب اليوم
- تاريخ النشر: 5/8/1396ﻫ
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.