لماذا كل هذا.. يا إدارة المرور
هل جميع التقاليع الغربية من الأمور الحسنة التي يجب أن نقلدها ونحذو فيها حذوها؟!
لقد فاجأتنا إدارات المرور وبشكل صارم ودون إعلان مسبق أو تدريب بوجوب ربط الحزام عند ركوب السيارة كما هو الطائرة وإن كانت الطائرة أرحم فإن الربط فيها مؤقت للحظات الصعود والهبوط فقط.
وأقول صارم لأن بعض رجال المرور أصبحوا يتبارون ويتنافسون في استحصال أكبر مبلغ ممكن من المخالفين الذين لا يربطون الأحزمة ويظنون أنهم بذلك يسعدون رؤسائهم في المرور دون أي اكتراث بما يسببه عملهم هذا من إزعاج للمواطنين وما يوقعه في نفوسهم من استياء.
عندنا مثل عامي يقول: إذا كانت الداية أحسن من الوالدة تصبح القضية حذلقة زائدة ولهذا لا أتصور إدارات المرور أحن على السائقين من أنفسهم بإصرارها على حمايتهم من الحوادث التي قد تنشأ من عدم ربط الحزام نتيجة للسرعة الجنونية.
وفي اعتقادي أن أمامنا كثير من التنظيم لأوضاع المرور وضبط مخالفاتها التي تتكرر أمام أعيننا ليل نهار من قطاع الإشارات والسقوط والسباق وصدم أعمدة النور ولوحات الإرشاد قبل أن ننفذ ربط الحزام بهذا العنف الذي كان يفرض فيه تهيئة المواطن قبوله بالتوعية والإرشاد بكل وسائل الإعلام من أجل السلامة قبل البدء في تنفيذه بهذا العنف.
ولو إننا بدأنا بذلك في الطرق السريعة لكانت المسألة مقبولة ومعقولة ومتحملة لكن أن نطبقها هكذا حتى داخل المدينة وفي الشوارع البطيئة ويضطر الواحد كلما صعد إلي السيارة ربط الحزام وكلما هبط منها يغلقه وما أكثر ما ينزل الواحد منا في الشارع لقضاء حاجة أو شراء شيء.. إن هذا المنطق فيه إعاقة وإعنات لا نرى لهما مبرراً.
وأسوأ ما في الأمر هو هذه القسوة في استحصال الغرامات قبل التوعية والإرشاد مدة كافية ليتعود الناس عليها فلا ترهقهم الجزاءات التي قد تبلغ ربع راتب الواحد منهم..
فهل من رجعة إلى الحق!
معلومات أضافية
- العــدد: 1
- الزاوية: غير معروف
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.