مشاكل المجتمع.. وضفادع الصحافة
محنة الأدب في الماضي والتي أصبحت محنة الصحافة في الوقت الحاضر هي محاولة بعض من يبدأون في ممارسة الكتابة في الصحف الوصول إلي الشهرة من أقرب طريق.. طرق الهجوم على الآخرين بفهم أو بغير فهم.
ولقد عاني الأدب وكتاب الأدب من هلافيت الكتاب كثيراً من بلايا تلك المحنة فمنهم من صبر وصابر حتى تلاشت تلك الفقاقيع التي علت سطح خضم الأدب وذهبت مع الريح.. بل ذهب أولئك الذين أوجدوا المحنة ولم يعد يذكرهم أحد وبقي عمالقة الأدب في مكانهم السابق.
ومن الكتاب من ضاق بتلك الخفافيش تعربد وتعكر سماء الأدب فآثر أن يترك الميدان.
واليوم تحلق في سماء الصحافة خفافيش من ذلك النوع تحاول البحث عن الشهرة بأي ثمن.. ومن أي طريق.. إلا الطريق المستقيم.. طريق العمل.. طريق التضحية.. طريق الشمعة التي تحترق لتضيء طريق الآخرين.
فإذا كتب كاتب يعالج مشكلة من المشاكل.. إذا كتب هذا الكاتب ونحت تعابيره من معادنها كما فعل ذلك الشاعر الذي يقول: على نحت القوافي من معادنها وما على إذا لم تفهم البقر..
إذا فعل ذلك وكان بين القراء فريق من الذين لا يفهمون.. أو فريق الذين يفهمون ولكنهم من الباحثين عن الشهرة من أقرب طريق.. ماذا يضير الندوة؟! وماذا ينال من كتابها؟!
وعلى الرغم من هذا التأييد العام الذي تحصل عليه الندوة دائماً في وسائل معالجاتها لمشاكلنا الاجتماعية وأدوائنا الأخلاقية مازلت أقرأ أحياناً بعض نقيق الضفادع.. ضفادع لا يرضيها إلا أن نغمض عيوننا على القذى وندع مجتمعنا ينجرف في تيار الانحراف والانهيار الخلقي والديني وإلا كنا في نظرهم رجعيين لا نريد لمجتمعنا أن يتطور كما تورطت مجتمعات أخرى قريبة منا أو قرينة لنا..
ضفادع حسبها من التطور هذا التقليد الأعمى دون الاستفادة من تجارب الآخرين واجتناب أخطائهم.
فإذا أراد كاتب أن ينبه إلي وضع خاطئ رآنا نمضي إليه وضرب الأمثلة بالنتيجة التي وصل إليها غيرنا- عندما سلك نفس الطريق- قام إليه أولئك الذين لا يفهمون.. أو الباحثون عن الشهرة- عن طريق خالف تعرف- ونادوا: مالنا ومشاكل الآخرين فلنعالج مشاكلنا.
وإذا كان في وسع الندوة أو كتاب الندوة أن يفهموا من يريد أن يفهم فإنه ليس في مقدورها تفهيم من لا يفهم وإن كان في وسعها تلقين " فرقة خالف تعرف " دروساً نافعة توجههم إلي الطريق الصحيح إلي الشهرة.. ذلك الطريق الطويل الذي يحتاج إلي جهد وعرق وتضحية لا مجرد تقمص شخصية سلفهم (دون كيشونت).
لا تحسب المجد تمراً أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
وبعد فإن الندوة تكتب ما تكتب وتنشر ما تنشر عن عقيدة وإيمان ووقائع وبراهين وليثق أولئك الناطحون أنهم إنما ينطحون صخرة ستتحطم عليها قرونهم قبل أن يصلوا إلي إزالة قشرة منها وستظل تحارب ما دام فيها نبض الحياة كل متحلل يتخذ من التطور والتمدن سبيلاً إلي الإغارة على ديننا وتقاليدنا وعاداتنا والله المستعان.
معلومات أضافية
- العــدد: 8
- الزاوية: غير معروف
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.