بين يدي الآن رسالة مؤثرة تلقيتها من الآنسة ح.ع تقول فيها حرفياً بعد المقدمة: " أرجو إبداء رأيكم في الشبان المستهترين

الذين يزدحمون في سوق سويقة وشارع القماشة والخضروات وزقاق الصاغة يتتبعون النساء اللواتي يردن ابتياع أقمشة أو شراء مقاضي البيت " ثم تسترسل الآنسة على ما وصلت إليه أخلاق بعض الشبان وتتمثل بقول أمير الشعراء:

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا

ونقترح أن تسند مهمة مراقبة هذا النوع من الشباب الرقيع إلي فرقة من هيئة الأمر بالمعروف.

لقد أثارت في نفسي هذه الرسالة ألواناً من الأحاسيس ورسمت أمام عيني كثيراً من الصور.

صحيح أن في شوارعنا فئة قليلة وقليلة جداً والحمد لله من الشباب الرقيع الفارغ يتتبعون النساء المحجبات يطاردوهن من شارع إلي شارع، ومن الخير أن نعترف بهذه الظاهرة ونحاربها في المهد بدلاً من إنكارها والتظاهر بفقدان العيوب في مجتمعنا على طريقة دس النعامة رأسها في الرمال وتوهمها أن هذا يحجبها من الصياد.

أقول من الخير أن نعترف بكل ظاهرة سيئة لنحاربها ونقضي على بذورها قبل أن تنمو وتمتد وتتفرع وتصبح داء عضالاً.

وتغاضينا عن هذه الظاهرة يجعل العلة تستفحل فيعز الدواء ويدفع الشباب الصالح إلي الاقتداء والتأسي، والويل لنا إن لم نسارع فنحمي هذا الشباب الغض من هذه الأسوة الفاجرة الداعرة فنستأصل شأفتها قبل سريان العدوى وانتشار الوباء...

والذي أريد أن أعلق به على هذه الرسالة هو:

1) أقدم اقتراح الآنسة إلي فضيلة رئيس هيئات الأمر بالمعروف مقتنعاً بوجاهته معتقداً أن الأخذ به من أعظم القربات عند الله.

2) ونصيحتي إلي كاتبة الرسالة وبنات جنسها جميعاً أن يتجنبن مزاحمة الرجال في الأسواق وترك ابتياع القماش ومقاضي البيت للرجال أو عجائز النساء.

3) ورجائي من كل رجل يستشعر في نفسه الرجولة ويؤمن بما تتطلبه الرجولة من مروءة وصون لحرمة الأعراض أن يعتبر نفسه جندياً في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويلقي القبض على كل شاب رقيع فارغ يتخير مضايق الشوارع ومرتاد النساء منها فيظل مستكعاً زائغ العينين هنا وهناك ويسلمه إلي أقرب مركز من مراكز الهيئة.

إن حملة كهذه لمدة وجيزة كفيلة بأن تنزل الرعب في قلوب هذا النوع من الشباب الفاسد فتصلحه أو تردعه وتزجر غيره.