تجارب ناجحة خلال أربعين عاماً!!
قال محدثي: لم لا تفشر كما يفشر غيرك؟ ولم لا تهوش كما يهوش الآخرون؟! ولم لا تتسكع وتتمسح كما يتسكع ويتمسح بعض الناس فالصحفي لابد وأن يكون مسلحاً بمثل هذه الطباع وإلا عد فاشلاً!!
قلت لا.. ولن أفعل فالصحافة في رأيي أسمى وأرفع لأنها رسالة الحق والخير.. رسالة الصدق والنزاهة رسالة نظافة اليد واللسان.. فإذا ما انحرفت عن هذا الطريق فهي ليست صحافة وإنما هي سخافة أو تجارة.. أو شحاذة.. فالصحفي الذي لا يقدر أثر ما يكتب ولا يحسب حساب المثل العامي القائل " إذا كان المتكلم مجنونا ًفإن المستمع يكون عاقلاً " يضع نفسه موضع السخرية والمقت.. والصحفي الذي يقلب الحقائق ويهولها من أجل الكسب الرخيص سيظل ما عاش موضع الاحتقار والتهوين من شأن كل ما يدعو إليه أو يكتب عنه.
والصحفي الذي يتوخي فيما يكتب أن يرضي أو يغضب ويحسن أو يسيء على ضوء مصلحته أو ضرره الشخصي وعلى مصالح الآخرين العفاء وعلى حساب كرامته.. سيظل ذليلاً وفي الدرك الأسفل من المجتمع مهما حاول رفع أنفه إلي السماء.
أما أنا فلن أفشر لأني أؤمن بوعي القراء، ولن أهول أو أهوش لأني أنشد الحقيقة في كل ما أعمل ولن أطلب شيئاً في الحياة إلا بعزة النفس فذلك ما تعلمته من أخلاق ديني الذي أعتنقه.
وقد جربت هذا خلال أربعين عاماً قضيتها من عمري فكانت تجاربي ناجحة فهل تريدني أنتكس بعد الأربعين؟!
قال محدثي: سوف لا تنجح كصحفي!!
قلت: سنرى.
معلومات أضافية
- العــدد: 426
- الزاوية: كل صباح
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.