نجاح الموسم! وحجاج البر؟
الحمد لله.. أجل الحمد لله فقد أدى المسلمون فريضة الحج في يسر وسهولة أتى بها فضل الله أولاً ثم ما بذله المسئولون في الحكومة من جهود وتنظيمات جديدة وما قدمته الدولة نفسها من زيادة في الطرق وتوسعة في المسالك ومضاعفة في النفقات ليستطيع كل مسلم أن يؤدى مناسك حجه دون عناء يذكر.
وإذا صح وصادف بعض الحجاج شيئاً من المتاعب فإن ذلك ليس معناه تعمد الإهمال أو القصور وليس هو من قبيل نقص القادرين ولكنه نتيجة لأحد أمرين:
إما خطأ في الاجتهاد وهو خطآن لا تثريب عليه.
وإما إمعان في المجاملة لبعض الحكومات بقصد الإحسان فإذا بها تصبح متاعب للحجاج.
ولإيضاح الأمر الثاني نستطيع أن نؤكد أن من أعنى متاعب الحجاج وأقساها وقعاً في النفس وأشدها إساءة إلى سمعة البلاد وأهلها هو السماح لسماسرة الحجاج (الحملدارية) بالقيام بأعمال المطوفين والاعتماد عليهم في القيام بخدمة الحجاج داخل مناطق الحج الأمر الذي نجم عنه إهمال حجاج البر في مكة بدون مساكن وإسكانهم في نفس السيارات التي قدموا بها واستمرار هذا الوضع الشاذ في منى وعرفات..
على مقربة من مخيمي بعرفات كانت عشرات السيارات الأجنبية تقف على الطريق وتسد المسالك ويقيم فيها حجاجها، بلا خيام يستريحون بها، ولا دورات مياه يلجأون إليها إذا ناداهم نداء الطبيعة، ولا مياه خاصة بهم يشربونها، ولا أسواق قريبة منهم يشترون منها حاجتهم من الطعام وفوق هذا وذاك لا يتكلمون العربية ولا يفهم أحد كلامهم.
لقد اعتصم بعضهم بالسيارات صابراً على الجوع والعطش والاحتقان، وتجرأ البعض الآخر فغشي دورات مياه الناس بحثاً عن التنفيس، واقتحم غيرهم على خيام الآخرين بحثاً عن الطعام والماء.
وكان منظراً مؤلماً محزناً إذ أنهم لم يكونوا فقراء أو في حاجة بل كانوا يعرضون عشرة ريال لأى وجبة تسد جوعتهم..
إن المسئول عن هذا الوضع المؤلم هم (الحملدارية) أو شركات النقل التي تتولى نقلهم من بلادهم إلى هنا وواجب حكومات جميع الحجاج الذين يسافرون عن طريق البر أن تتعاون مع الحكومة السعودية على منع تدخل هذه الشركات (أو الحملدارية) في شئون الحاج داخل مناطق الحج وأن تقتصر مهمتهم على إيصال الحاج إلى حدود المملكة أو مكة ثم يتسلمه المطوف الحاج ويتولى تنظيم أمر إقامته وتنقلاته وكامل مسئولياته كبقية الحجاج الوافدين بطريق البحر والجو..
هذا ما نرجو أن تهتم به وزارة الحج والأوقاف وترفع عنه تقريراً مفصلاً وتنظيماً يكفل راحة الحاج وضمان سلامته وعدم استغلاله من شركات النقل والحملدارية، كما نرجو من حكومات حجاج البر أن تتعاون مع الحكومة السعودية على ما يكفل راحة حجاجها وطمأنينهم. والله الموفق.
صالح محمد جمال
معلومات أضافية
- العــدد: 8
- الزاوية: كل صباح
- تاريخ النشر: 12/12/1382ﻫ
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.