سبيلنا إلي النصر!
يفكر بعض العرب الآن في الاستعانة على قضية فلسطين بالاتحاد السوفيتي، ويفكر آخرون في الاستعانة بالصين الشيوعية ولعل غير هؤلاء يعتمدون على غير هذين الفريقين من أعداء الإسلام والعرب.
خرج النبي -صلي الله عليه وسلم- قبل بدر فأدركه رجل يذكر بالجرأة والنجدة قائلاً: جئت لاتبعك وأصيب معك، قال عليه الصلاة والسلام: تؤمن بالله ورسوله؟! قال: لا.. قال: فأرجع فلن استعين بمشرك..
وإذا استعرضنا تاريخ الشيوعية بقسميها السوفيتي والصيني مع الإسلام والمسلمين وعداءها السافر للأديان على وجه العموم والإسلام بصورة خاصة وما فعلته ولا تزال تفعله ندرك مدي الخطأ الذي ارتكبه بعض قادة العرب حينما اعتمدوا على عون هذا النوع من أعداء الإسلام والمسلمين..
والخطأ الثاني الذي ارتكبوه في مسيرة هذه القضية هو الجنوح بها من قضية دينية إسلامية يهتم بها أكثر من خمسمائة مليون مسلم إلي قضية قومية عربية لا تعني أكثر من مائة مليون عربي لا تشدهم إلي القضية سوى بعض الشعارات التي لا يمكن أن تصل إلي مستوى العقيدة التي تشد المسلمين بعضهم إلي بعض...
وجاءت المرحلة الثالثة من سلسلة الأخطاء فكانت ثالثة الأثافي وهو ما عمدت إليه حكومات بعض الأقطار العربية من تصفية للعناصر الإسلامية المؤمنة ومحاولة القضاء على جميع الحركات الإسلامية فكانت تلك الحملة العنيفة على الجماعات الإسلامية وسبق ذلك وتبعه تشنيع وتشويه لنيات الحركات الإسلامية وأهدافها جعلت بعض الأقطار الأخرى وإن لم تحاربها تعايشها على حذر وتضيق عليها الخناق.
وفي غمرة هذه الحرب التي أعلنتها جهاراً نهاراً دول المعسكر الشيوعي بحكم سياستها المتملقة وأسلوبها الثعالبي رسمت بعض المخططات الجهنمية لإبعاد الأديان والأخلاق عن المجتمعات العربية لنشر التحلل والتفسخ.
وفي حرب فلسطين سنة 1948م وحينما كانت القضية إسلامية ورغم فساد الأسلحة العربية يومذاك وتواطيء بريطانيا مع اليهود وسيطرتها على بعض الجيوش لم يستطع اليهود انتزاع فلسطين منا أو ينزلوا بنا مثل هذه الهزيمة النكراء التي انزلوها بنا عام 1967 بعد نحو عشرين سنة من الأعداد والاستعداد والتباهي بقواتنا الضاربة وصواريخنا الصاعقة ونفاثاتنا الحميمة.
ومعركتنا القادمة هي الفاصلة وهي الأخيرة، ولكي نضمن النصر الذي وعد الله به عباده المؤمنين فإن علينا أن نبحث عن أسباب الهزيمة لنتلافاها في المعركة القادمة فما هي تلك الأسباب.
إنها بلا أدني شك:
1) وفي الدرجة الأولي تحويل القضية من دينية إسلامية إلي قومية عربية في وقت أصر خصومنا اليهود على إبقاء القضية من جانبهم دينية بحتة حتى الآن.
2) انصياع بعض الحكام العرب لتوجيهات أصدقائهم في الشرق من أئمة الكفر ودهاقنة الإلحاد- في محاربة الحركات الإسلامية والقضاء على رجالها وتشويه حقائق الإسلام واتهام دعاته ومبادئه بالرجعية والتخلف والعمالة حتى أصبح المسلم الحق في بعض الأقطار يقول لأخيه: انج سعد فقد هلك سعيد
3) الانسياق وراء سراب الأخلاق الغربية وما اكتنفها من مادية وإلحاد إلي درجة أفقدت نفوسنا روح التضحية والجهاد وغدت رخوة تركن إلي الرفاهية والدعة، وتجنح إلي السلامة وتفزع من ذكر الحرب مجرد ذكر..
4) الاعتماد على غير الله وعدم الثقة بأنفسنا ومن أولي وأهم ركائز النصر في معارك الحق الاعتماد على الله ثم الثقة بالنفس.
تلك هي أسباب الهزيمة في معركتنا كما أعتقد فماذا نعمل كي نتلافاها في معركتنا القادمة.
إن أول الواجبات هو العودة إلي الله والاعتماد عليه ثم إطلاق الحركات الإسلامية من عقالها ورفع الاضطهاد والظلم عن رجالها وتشجيعهم على نشر التربية الإسلامية بين شباب الأمة واشراب أرواحهم وتغذية نفوسهم بروح الفداء والتضحية بالنفس والمال في سبيل الله كما كان يفعل السلف الصالح.
والواجب الثاني العودة بالقضية الفلسطينية إلي سيرتها الأولى دينية إسلامية واستنفار جميع المسلمين للجهاد في سبيلها بكل وسائل الجهاد وإقامة تضامن إسلامي في وجه التكتلات الدولية الكبرى.
وقد بات لزاماً استبدال مؤتمرات القمة العربية بمؤتمرات قمة إسلامية إذ لم تحقق المؤتمرات العربية أي تقدم للقضية الفلسطينية.
معلومات أضافية
- العــدد: 2549
- الزاوية: كل اسبوع
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.