مشكلة العقار – حريته وتقيده – تشغل الكثير من الأذهان في مطلع كل عام، وقد قامت الندرة باستطلاع حول هذه المشكلة تضمن آراء طرفي هذه المشكلة – ملاكاً ومستأجرين – وما زالت الصحيفة تتلقى مزيداً من الآراء والمقترحات للتغلب على هذه المشكلة.

فهذا القارئ "أبو فوزي" كتب يقول: اطلعت على ما نشر في هذه الصحيفة عن مشكلة العقار وأردت أن أساهم في إطفاء أحر جمرة يتلظى بسعيرها معظم المواطنين.

ثم يستطرد إلى القول بأن حل هذه المشكلة بسيط لو نظر المسئولون إلى المشكلة نظرة جذرية وأرادوا حلها حلاً نهائياً.

ويقترح أن تقوم مديرية الأوقاف أو أى شركة أهلية بتعمير الخرائب المنتشرة في مكة سواء كانت وقفاً أو ملكاً، على أن تتبنى من ثلاثة أدوار أو أربعة، ويكون الدور الأرضي متاجر والأدوار الأخرى شقق، ويجرى استحصال تكاليف العمارة من أجرتها إلى أن يتم تسديد التكاليف ثم تعود العمارة لأصحابها مستحقين أو ملاكاً.

كما يقترح أن تقوم الحكومة بإنشاء مساكن شعبية إما على نفقتها أو تسندها إلى شركة أهلية تحت إشراف الحكومة على نفس التصميم المشار إليه في الاقتراح الأول – متاجر فى السفل وشقق في العلو – شقق من غرفة وغرفتين وثلاث بأجور معقولة 70 و 100 و 200 ريال شهرياً.

ويؤكد أن هذه العمارات السكنية التي بدأت تظهر في السنوات الأخيرة كان لها أكبر الأثر في التخفيف من حدة المشكلة ولولاها لكان الخطب أقدح والمشكلة أعقد.

ونحن نضع هذين الاقتراحين تحت أنظار القراء ونستبعد تحقيق الاقتراح الثاني لأن أمانة العاصمة المسئولة عن تحقيق مثل هذه المشروعات مشغولة.. وليس من المنتظر أن يتم على يدها مثل هذه المشروعات الضخمة.

أما الاقتراح الثاني فإننا ندعو جميع البنوك الوطنية.. الأهلي الرياض.. الوطني.. ندعوها جميعاً بحرارة للمساهمة في تعمير البلاد وإزالة خرابها وحل مشكلة العقار بالتعاون مع أصحاب الأوقاف والأملاك الخيرية لتعميرها بطريقة الإجارة المضافة وتأسيس مكاتب إنشائية في كل بنك والإعلان عن الاستعداد للتفاوض مع أصحاب كل عقار خرب لإصلاح عقاره بشروط عادلة تعود على الطرفين بالنفع من ناحية ومن ناحية أخرى تخدم الوطن والمواطنين.

كما أدعو أصحاب العقارات الخربة والصغيرة من نظار وملاك للبحث عمن يقوم بتعمير تلك العقارات بصورة تضمن مضاعفة إيراداتها وتحفظ مصالح مستحقيها.

وأنتهز هذه الفرصة كي أحيي أولئك المواطنين الذين كان لهم فضل السبق في تحقيق بعض المشروعات العمرانية التي كانت أثراً بارزاً من آثار العمران وكان أولهم حسب ما أعلم سعادة الشيخ عبد الرؤوف الصبان مدير الأوقاف حينذاك الذي تعاون مع السادة محمد وصديق عطار فأنشأ لنا شارع الأمير فيصل بمكة ثم المواطن نظار وقف المفتى ومغامس وعمر خوقير وجميل خوفير الذين تعاونوا فأقاموا لنا هذه الشوارع وهذه العمارات.. شارع التوفيق، وشارع النور، وشارع الجميل وما يعلوها من عمارات سكنية ومكاتب تجارية وما زالت قائمة تشهد لهم بعلو الهمة وقوة العزيمة وخير العمل.