الملك الذي لا يقتصر حبه وعطفه ورعايته لشعبه فقط بل يشمل المسلمين على مختلف أجناسهم وألوانهم يعتبر نسيج وحده ونادر زمانه في وقت أصبحنا نفتقد فيه شمول الحب والسلام حتى بين دعاة الحب والسلام.

وملكنا سعود - أطال الله عمره - منذ أن تولى هذا العرش لم يكتف بامتلاك العرش الموروث بل سعى من أول لحظة لامتلاك العرش من قلوب أبناء شعبه أولا ثم من قلوب المسلمين في كل مكان فما أن تبلغ مسامع جلالته حاجة ملحة في أي بلد مسلم إلى عون أو نازلة في بلد شقيق تحتاج إلى مواساة إلا وكانت يد جلالته أسرع من الريح للمساهمة في كل خير والمواساة في كل حدث.

نذكر هذا الكلام بمناسبة قدوم جلالته أمس الأول إلى مكة المكرمة وإصراره على السعي ماشيا على قدميه أسوة بجميع السعاة من المسلمين ومنعا لإزعاجهم بالسيارة التي قدمت ليسعى بها جلالته وليكون جلالته قدوة حسنة يقتدي به كل من تسول له نفسه أن مكانته في المجتمع تجيز له أن يسعى بالسيارة وليتأذى بذلك من يتأذى ما دام هو في منأى عن ذلك، وفي الوقت نفسه درس للمسئولين عن إدخال السيارات إلى المسعى كي لا يجاملوا أحدا مهما بلغ هذا الأحد فيسمحوا له بالسعي على السيارة لما في ذلك من أضرار وإزعاج للسعاة، ويسرعوا في سد الثغرة التي فتحت في المسعى لمنع دخول السيارات إليها تحقيقا لرغبة جلالة الملك.

أما الفرحة الكبرى التي عمت كل من في مكة سكانا وحجاجا بمقدم جلالته فإنا ندع تصويرها للوجوه المعبرة والقلوب المبتهجة والألسن الداعية لأن القلم يعجز عن تصوير هذه الأحاسيس.

فمرحبا بإمام المسلمين وقائد الحجيج.