رؤساء الحرف هل هم الذين يقررون حاجة البلاد؟!
وهذه مأساة أخرى من شأنها تأخير النهضة العمرانية والاضرار بمصالح الطبقات الصغرى والوسطى.
كثير من الحرف البسيطة يرجع الفضل في عدم الغلو فيها وتوفر ما ينتج عنها في عدم الغلو فيها وتوفر ما ينتج عنها كالسمكرة والقطانة والحدادة والبناء والتجارة إلى مزاولة عدد من إخواننا الأجانب لهذه الحرف ولو انفرد بها هذه البقية الباقية البسيطة من إخواننا المواطنين لما كانت هذه الحركة السريعة في البناء والعمران من ناحية ومن ناحية أخرى فإنه سيتعذر وجود منتجات هذه الحرف بأسعارها الحالية.
هذه كلمة حق صريحة نقولها ونحن نحس بمرارتها ونستهدف بإعلانها إلى غضب الكثيرين ممن يحكمون عواطفهم بصرف النظر عن النتائج التي ستنجم عن هذا التحكم والأضرار التي تلحق المجتمع بكامل طبقاته ومستقبله في سبيل إرضاء فريق واحد منه.
نقولها بمناسبة ما علمناه من أن أمانة العاصمة تحيل أصحاب الحرف من المقيمين إلى رؤساء الحرف من السعوديين ليقرروا عما إذا كانت البلاد تحتاج إليهم أم لا والحكم معروف مسبقا فليس من المعقول أن يقول شيخ البنائين أن البلاد في حاجة إلى بنائين ومثل ذلك شيخ القطانة وشيخ المنقلين الخ.
وتؤيد الأمانة هذا الحكم الذي يحال إلى إدارة الجوازات والجنسية لتأخذ به وترفض منحه الإقامة بل تطلب منه مغادرة البلاد.
والنتيجة التي ستترتب على هذا الإجراء هو خلو البلاد من هذه الأيدي التي كانت تخفف كثيراً من مغالاة أصحابها من السعوديين، ومن يدري فقد تصبح أجرة النجار السعودي في اليوم أربعين ريالا وقد لا تجد من ينجد لك "الوسادة".
بأقل من خمس ريالات ولا تسأل عن المنقل كم يوما يمضي حتى يقتل لك البلاط.
واليابا كيف يشخط فيك إذا أكثرت عليه الكلام وربما نادى على بقية العمال "مليان" هذه بلغة المعمار تقوم مقام صفارة وقف العمل إما لانتهاء الوقت أو للإضراب.
ونحن هنا نوجه نظر سعادة أمين العاصمة إلى أن إسناد هذه المهمة إلى رؤساء الحرف مسألة فيها نظر وقد تكون لها نتائج غير مرضية وأن مثل هذا القرار ينبغي أن يصدر من هيئة دارسة لأوضاع البلد مطلعة على أوضاعه.
إنها مشكلة نرجو أن تحظى بالعناية والاهتمام قبل وقوع الواقعة وترحيل جميع أرباب الحرف من الأجانب.
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.