أجل هدفان لا ثالث لهما هما اللذان أمليا علينا فكرة إصدار هذا العدد في مثل هذه الأيام من كل عام.

أولهما تذكير المسلمين بنعمة الله الكبرى عليهم في مثل هذا اليوم منذ ألف وثلاثمائة وسبعين عاماً إذ أكمل فيه جل جلاله لهذه الأمة المصطفاة من الأمم دينها وأتم نعمته عليها «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً» تذكيرهم بها ليتخذوا من هذا اليوم في كل عام فرصة لتصفية حسابهم مع أنفسهم فيطهروها من أدران الشهوات وأقذار المعاصي وينقوا قلوبهم من الآثام والخطايا بالتوبة النصوحة والعزم الصادق على عدم العودة فقد ثبت في أكثر من حديث نبوي أن الحج المبرور وسيلة صحيحة لمحو الذنوب والخطايا مهما بلغت.

أما الهدف الثاني فهو تصوير ما من الله به على هذه البلاد في هذا العهد السعودي الزاهر من أمن ورخاء وما خطته من خطوات واسعة في مجال النهوض في مختلف المجالات وما تبذله الحكومة السعودية من جهود جبارة في سبيل توفير كل وسائل الراحة والطمأنينة لوفود بيت الله الحرام.

ولا نستطيع أن نزعم أنه تصوير كامل فذلك ما تضيق عنه أضعاف مثل هذه الصفحات القليلة ولكنه مصغر يعطى فكرة عن التصوير الكامل الذي يتعذر في مثل هذا الظرف بالذات..

ظرف اشتغال الناس ومنهم عمال وموظفي الجريدة بأمور الحج وأداء المناسك مما يضعف الإمكانيات ويصعب المهمة.

وبعد.. فإن هذا العدد هو هديتنا إلى حجاج بيت الله وهو على حد قول الشاعر العربى:

لا خيل عندك تهديها ولا مال فليسعد النطق إن لم يسعد الحال

ولنشفعه بدعوة خالصة من قلوبنا نضرع فيه إلى الله أن يجعله حجاً مبروراً وعملاً مقبولاً وعوداً إلى الأوطان في سلام وخير.