القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 176 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الثلاثاء, 29 يناير 2013 20:17

نورا.. يا رب!!

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

هل يكون المواطن المخلص دساسا جبانا طالما تردد هذا السؤال في خاطري وأنا أقرأ أو أسمع عن أولئك الجبناء ضعاف النفوس الذين يهرفون بما لا يعرفون ويدسون أنوفهم فيما يجهلون يأكل قلوبهم الحسد وينهش نفوسهم الحقد فلا يجدون متنفسا لهذا الغليان الذي يكاد يأتي على نفوسهم وقلوبهم فتصبح هشيما تذروه الرياح؟ لا يجدون متنفسا إلا هذه الرسائل التي يكتبونها في الظلام ثم يتسترون في توقيعها بأسماء مستعارة تارة مواطن مخلص وأخرى مخبر صادق وثالثة وطني غيور وإلى غير ذلك من العبارات التي ينتحلونها من قبيل التبجح لا التأدب.

كنا نعرف أن يطلق على اللديغ اسم السليم وعلى الأعمى اسم البصير من قبيل الفأل أو التأدب ولم نسع قط عن جواز استعمال العكس كأن يقال للجبان شجاع أو للدساس مواطن أو للكاذب صادق.

إن المواطن المخلص بحق هو الذي يكتب ويقول ما يعتقد أنه الحق ولو كان غيره يعارض ذلك ويقف دون رأيه ليدافع عنه ويتحمل كل النتائج التي تترتب عليه لا أن يقبع في غرفة مظلمة من بيته ليسجل رأيه في الآخرين وأعمالهم بأحرف سوداء مسمومة بالحقد والضغينة ثم يختمها بتوقيع مجهول فتصبح كتابته وقد تكاثفت عليها ظلمات ثلاث.

إن الخبر الصادق هو الذي يتأكد من صحة خبره 100% فما الذي يخيفه من أن يوقع خبره باسمه الصريح!؟

إنه الشك.. شكه في نفسه في صدق نفسه والخوف.. خوفه من نتائج كذبه وبهتانه للآخرين..

إنها نصيحة نهديها إلى من تعودوا الكتابة في الظلام بأن يحاولوا الخروج إلى النور ولو شيئا فشيئا كما تفعل القطط الصغيرة المولودة في المخابئ والزوايا بادئ الأمر ثم تألف الناس وتخرج إلى النور بالتدريج.

ليس أجمل من حياة النور لأنها ترى الإنسان الأشياء على حقائقها فلا يتصور الصواب خطأ ولا يوجه اللوم إلى معذور ويتهم بالذنب برئ.

فلنتعود دائما حياة النور فذلك أدعى لإنارة نفوسنا وتطهير قلوبنا.

وليثق أولئك الذين يتسترون خلف مواطن مخلص أو مخبر صادق أو وطني غيور إلخ هذه الستائر التي يزيفونها إن الوطنية والإخلاص سمتان كبيرتان جدا لا يمكن أن يتحلى بهما إلا كل من وطن نفسه على احتمال كل أذى ووضع كل مصالحه دبر ظهره وضحى بكل شيء في سبيل الجهر بالحق والدعوة إليه. أما هم وقد آثروا حياة الظلام فلن يكونوا في يوم من الأيام مواطنين ولا مخلصين.

معلومات أضافية

  • العــدد: 849
  • الزاوية: كل صباح
  • تاريخ النشر: 14/5/1381ﻫ
  • الصحيفة: الندوة

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا