اسمعوا يا عرب.. اسمعوا يا مسلمون.. اسمعوا يا عقلاء.. المملكة العربية السعودية مدينة لحكومة مصر بثلاثة ملايين جنيه!!

هذا ما تقوله أبواق الدعاية الناصرية.. نعم تقوله في وقاحة دون حياء من الله أو حياء من الناس..

تقوله ثم تردفه بالقول أن هذه الديون قيمة عتاد وخدمات حربية وقطع غيار للطائرات وبقية من تكاليف سفلتة طريق جدة – مكة عرفات..

اسمعوا يا عرب وألفوا عقولكم وامسحوا ما ارتسم في ذاكرتكم إذا كنتم ما زلتم تذكرون ماذا قدمت السعودية لمصر أيام العدوان الثلاثي من وقود للطائرات وعتاد وذخائر حربية لطائراتها التي كانت تلجأ إلى السعودية.

امسحوا هذا من ذاكرتكم وضعوا مكانه أن مصر هي التي أمدت السعودية بالذخيرة والعتاد وفرشت لها طريق جدة – مكة وقدمت لها خدمات حربية.

طريق جدة – مكة عرفات المسفلت خط منه قبل استيلاء الحكم الناصري على القاهرة، والخط الثاني بواسطة شركة شاد السعودية.. هذا الطريق كما تقول أبواق الدعاية الناصرية تديننا بتكاليفه مصر.. مصر المفلسة.. مصر المنهارة اقتصاديا.

حكومة مصر التي تركت الشعب المصري يعيش في خيالات وأوهام خلال عشر سنوات ينتظر فيها أنهار السمن والعسل التي تبشره بجريانها صباح مساء جميع أجهزة الدعاية الناصرية مستغلة طيبة هذا الشعب التي تدفعه دائما إلى تصديق كل ما يقال له.

حكومة مصر التي تمر من بين يديها ملايين الجنيهات كل عام لحساب السعودية، تقبضها من الحجاج ثم تسلمها للسعودية لم تتقاض الملايين الثلاثة المزعومة لأن السعودية فقيرة ومحتاجة ولا تستطيع سداد دينها لمصر ولو أقساطا سنوية!!!

إنها والله نكتة لا تقل طرافة عن نكتة ثري الحرب الذي اشترى ترام القاهرة، فاسمعوها وأرووها لأصدقائكم للضحك والترفيه ولا تزعجنكم أمثال هذه الترهات والأباطيل ووطنوا أنفسكم على استماع الكثير من أمثالها لأن القوم لم يفقدوا أعصابهم فقط بل حياءهم أيضا ومن فقد حياؤه لاخير فيه.

إن لنا فيما أحدثوه وقالوه عن سوريا الشقيقة أسوة وعبرة.

لقد أكلوا أموال سوريا ونهبوا ثرواتها وأفسدوا اقتصادها بشتى الوسائل ومختلف الطرق، ونشروا فيها أوكار المباحث وسجنوا أحرارها وشردوا زعماءها ونقلوا ضباطها إلى الخارج ومصر ثم ملأوا أماكنهم بضباط مصريين.

حتى مناهج التعليم أفسدوها وملئوها بأمجاد عبد الناصر الموهومة مثل "أن عبد الناصر حقق من الإصلاحات ما لا يمكن أن يحقق في قرون!!"" ومثل "اجمع صور عبد الناصر في ألبوم واحد واكتب تحت كل صورة المناسبة التي التقطت فيها!!"

بعد كل هذه الأفاعيل، مضافا إليها إهدار الكرامات، وخنق الحريات وطمس المروءات.. بعد كل هذا يقف عبد الناصر وعدد من أبواقه وأذنابه ليقولوا أن لمصر أفضالا كثيرة على سوريا فقد صرفت عليها كذا وكذا وأمدتها بالمدرسين والفنيين، وأعانتها من واردات قناة السويس الخ ما رددوه من الأكاذيب والافتراءات في حين أن ما دفع إلى سوريا من مصر كان قروضا لفائدة 4% ، وما قالوا أنه من موارد قناة السويس مساعدة لسوريا كان ثمنا لقمح أخذوه من سوريا.

إن من يملكون القدرة على التبجح بهذه الصورة لن يعجزوا عن الإدعاء علينا بثلاثة ملايين جنيه موهومة ملفقين لها الأسباب والمبررات.

فليقولوا ما شاءوا من الأكاذيب والتقول فقد سبق لصحفهم أثناء تبرير دعوتهم الاشتراكية أن شتمت بعض صحابة رسول الله وأسمتهم بالإقطاعيين ومنهم عثمان بن عفان الخليفة الثالث وهو من هو منزلة في الإسلام وإنفاق المال في سبيل الله وتجهيز جيش بأكمله على نفقته للدفاع عن الإسلام ليقولوا ما شاءوا فإن حبل الكذب قصير..