القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 186 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الاثنين, 08 أغسطس 2011 00:51

لحوم الاضاحي

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

منذ أكثر من ثلاثين عاماً والصحف ورجال الشريعة والكتاب والخبراء وهم يحاولون إيجاد حل لمشكلة لحوم الأضاحي التي تهدر في موسم حج كل عام ولكن دون جدوى جذرية حتى توصلنا إلى الحل القائم وهو تجميد ما تيسر منه أو تبريده ثم يصدر إلي فقراء المسلمين في العالم. وأنا عندما أقول ما تيسر منه أعني ما أقول فليس هذا المجمد والمبرد والمرحل هو كل ما يذبح في أيام النحر الثلاثة فإن الكثير منه يهدر.. وأعتقد أن المسئولون في البنك الإسلامي وأمانة العاصمة يوافقني على هذه الحقيقة.. فإن ما ينحر فعلاً في هذه الأيام الأربعة أكثر مما نقرأ عن عدد المبرد المجمد والمصدر..

أما السبب في هذا الإهدار الاضطراري فإنه هو هذا العدد الضخم من الهدايا والأضحيات التي ينحرها الحجاج بالإضافة إلي دماء الجزاء التي تترتب على إتيان بعض الحجاج لشيء من محظورات الإحرام ومحدودية الأيام واستحالة إكمال إجراءات الذبح والسلخ والتنظيف والتجميد والتبريد والتصدير في تلك الفترة المحدودة مع إن الدين الإسلامي قد جاء باليسر والتسهيل ولكن بعض مشائخنا أو أكثرهم يصرون على الفتوى بوجوب الذبح في تلك الأيام الأربعة لا غير.. وعدم إجراء الذبح في غيرها الذي يدفع الحجيج وعددهم نحو مليونين للتسابق والذبح فيها وليذهب اللحم حيث يذهب وكأنما شرع الذبح للذبح مع إنه لإطعام مساكين الحرم وسد حاجتهم كما صرح بذلك فقهاء المذاهب استناداً على القرآن والسنة..

ليس من شك أن هذا الحل الذي توصلنا إليه وقام بتنفيذه وأشرف علية البنك الإسلامي للتنمية حل مبرور مشكور ولكنه يحتاج إلي رديف يحقق الاستفادة الكاملة من هذه اللحوم لسكان الحرم أولاً ثم لباقي فقراء المسلمين..

وقد كنا في الماضي ومثلنا الحجيج لا نلتزم بالمذهب القائل بتحديد أيام التشريق ويوم النحر فقط لذبح الهدايا والأضاحي ونعمل بالقول الآخر ونبدأ الهدايا بمجرد وصول الحاج المتمتع إلى مكة المكرمة وتحلله من إحرام العمرة فكان أكثر الذبح موزعاً على كل أيام الحج بدلاً من حصره في خمسة أيام فقط..

كنا كذلك ولم نكن نشكو من إهدار هذه اللحوم ولا مشاكلها حتى هب فينا خطباء المساجد والوعاظ والمرشدون ورجال التوعية يدعون الحجاج أن يحجوا كما حج الرسول تماماً ويتمسكون بحديث (خذوا عني مناسككم) ولا يعرجون على حديث (افعل ولا حرج) مع أن الحديثين في مستوى واحد من القوة والصحة وهما من دعائم فريضة الحج وأحكامها ناسين أو متناسين صفة اليسر التي أتسم بها الدين الإسلامي، فنشأ عن هذه الدعوة وهذا الإصرار على عدم جواز الذبح إلا في أيام النحر والتشريق المحدودة بخمسة أيام تلك المشكلة التي مازلنا نعاني منها الكثرة الهائلة من الذبائح خلال تلك الأيام الخمسة..

ولقد عالج قبلي فضيلة الشيخ عبد الله بن منيع عضو دار الإفتاء وعضو محكمة التمييز بالمملكة في مقالات نشرت بمجلة اليمامة ثم نشرت مجموعة في رسالته عام 1386ﻫ واستعرض أقوال الفقهاء وانتهي إلى ترجيح الأخذ بعدم تحديد أيام محدودة لنحر الهدي واستبدل بأقوال الفقهاء وتغير الزمن والمشاكل الناشئة من تراكم اللحوم وتلفها وأضرارها بالبيئة والصحة العامة علاوة على إن القول المشهور بتحديد وقت الذبح بيوم النحر وأيام التشريق لم يستند على نص من كتاب أو سنة ولا أتفق عليه إجماع وأتى على أمثله عدة من أحكام في الإسلام كانت لها أحكام خاصة ثم طرأ عليها اختلاف في العلة، الأمر الذي يدل على مرونة الفقه الإسلامي ومسايرته لمصالح العباد ودعي إلي الأخذ بالقاعدة الشرعية تغير اختلاف الفتوى بتغير واختلاف الأمكنة والأزمنة والأخذ (بالقول اليسر في جواز ذبح هدى التمتع قبل يوم النحر) وهذا هو أسم الرسالة المطبوعة للشيخ عبد الله بن منيع والتي أرجو من بنك التنمية الإسلامي حمل هذه الرسالة القيمة على دار الإفتاء عندنا لتأييد الأخذ بها بعد عرض أدلتها على كتاب الله وسنة نبيه واختلاف الظروف وتحري المصلحة العليا وتحقيق الهدف السامي من النحر..

وليجد البنك الإسلامي فسحة من الوقت في أيام الذبح قبل الحج وبعده يستطيع أو يوصل هذه اللحوم إلى مستحقيها طازجة محتفظة بطيب طعمها ولذة جدتها.

والله الموفق.

معلومات أضافية

  • العــدد: 6898
  • الزاوية: كل خميس
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: المدينة
المزيد من مواضيع هذا القسم: « كل خميس كل خميس »

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا