القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 108 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الأحد, 17 فبراير 2013 20:33

حديث الاربعاء_أول بيت وضع للناس

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

تلقيت في الأسبوع الماضي دعوة معالي وزير الحج والأوقاف لحضور المحاضرات التي درجت الوزارة على تنظيمها في مثل هذه الأيام منذ العام الماضي.

والهدف من هذه المحاضرات – كما هو واضح- من فكرتها ومن الموضوعات التي تتناولها، نشر الثقافة الدينية بين صفوف المواطنين وجموع الوافدين، خالصة مما يشوبها من شبهات ويعلق بها من ريب، واستثمار موسم الحج لتحقيق الغايات التي يرمي إليها الإسلام. وهي فكرة جليلة كان كتَّابنا يدعون إليها منذ زمن حتى خرجت من إطار الدعوة والأمل إلى حيز الحقيقة والوجود.

وكان حسنا من وزارة الحج والأوقاف أن تجعل مكان إلقاء هذه المحاضرات مكة المكرمة في الحرم وبجوار الكعبة حيث يتسنى لجموع الحجاج الاستماع إليها والاستفادة من برامج التوعية الإسلامية التي أخذت وزارة الحج والأوقاف منذ العام الماضي حمل مسئولياتها.

وكان حسنا من وزارة الحج والأوقاف أن تعطي لعلماء البلاد والدعاة الإسلاميين فيها فرصة الوقوف على منبر الدعوة ليستمع الوافدون إلي أحاديثهم باعتبارهم أبناء هذه البلاد مهد الإسلام والتي انطلقت منها دعوته تنشر النور والخير للعالم كله.

وكان الأمل معقودا أن هذه الفكرة سوف تتطور إلي أبعد من المدى الذي ابتدأت منه.

لكن مما يسترعي الانتباه أن تختار الوزارة في هذا العام مدينة جدة لتكون مكاناً لهذه اللقاءات، وأن تقتصر الدعوة إليها على الصفوة من المثقفين ورجالات العلم، وأن يحرم علماء البلاد ورجال الفكر فيها من شرف الإسهام مع إخوانهم الوافدين في الكلمة والعطاء.

إن اختيار مدينة جدة لتكون مكانا لإلقاء هذه المحاضرات يحرم الغالبية العظمى من الوافدين من الاستماع إليها والاستفادة مما تدعو إليه. مع أن المقصود بهذه المحاضرات وبرامج التوعية هم جموع الوافدين وخاصة أولئك الذين يعيشون في كنف أنظمة حكم علمانية.

وفي بلاد تزخر بالأديان المختلفة وتشتد فيها دعوات الكفر والإلحاد، واقتصار الدعوة إلي هذه المحاضرات على الصفوة المثقفة ورجالات العلم لا يحقق الهدف من فكرة التوعية فهؤلاء بما تحمل عقولهم من ثقافة محصنين لا يخشى عليهم من دعوة جاهلية أو كلمة هدم.

والاقتصار على العلماء ورجال الفكر الوافدين يثير تساؤلا فيما إذا كانت هذه البلاد وهي مهد الدعوة الإسلامية وأرضها تفتقر إلي علماء ورجال فكر؟

إن المكان الطبيعي لعقد مثل هذه الندوات والمحاضرات هو مكة المكرمة، لأن هذا المكان هو أول بيت وُضع للناس وهو مركز تجمع الحجاج في هذه الفترة. وفي مكة ولد النبي ومن مكة انطلقت الدعوة إلي الإسلام تحمل للناس إشعاعات النور والإيمان، وفي مكة ابتدأ نزول القرآن وأسلم عمر. ومن مكة ينطلق صوت قائد البلاد جلالة الفيصل في مثل هذه الأيام من كل عام مدويا إلى العالم كله يدعو إلى التوحيد ويجدد الدعوة إلى الإسلام.

معلومات أضافية

  • العــدد: 7
  • الزاوية: غير معروف
  • تاريخ النشر: 3/12/1391ﻫ
  • الصحيفة: الندوة

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا