كثير من الحفلات التي يشترك فيها الطلبة عندنا تعتورها الفوضى ويختل فيها حبل النظام وأقرب مثل على ذلك هو حفل الجزائر الذي أقيم بساحة إسلام، فقد قابلني أكثر من واحد يشكون مر الشكوى مما أحدثه الطلبة ابتداء ثم أتبعهم الجمهور اقتداء، الأمر الذي استاء له الكثيرون وخاصة أن بيننا من الضيوف ما كان يقضى الواجب أن نكون أكثر تنظيماً وأحسن عملاً.

والحديث عن العلاقة بين المدرسين والطلاب ومدى احترام الآخرين للأولين ومدى السلطة التي يتمتع بها المدرسون في محيط الطلاب طويل عريض ليس هناك مجال بحثه ولكن من المسلم به هو الإسراف في رفع الكلفة بين المدرس والطالب إلى درجة أصبح معها الطالب لا يشعر بأي إحساس من أحاسيس الطاعة نحو المدرس وكأنه زميل لا حاجة إلى توجيهاته وإرشاداته.

هذه مشكلة واحدة من مشاكل الطلبة في هذا الزمان.

أما المشكلة الأخرى الأسوأ والأخطر.. بل الأدهى والأمر: فهي التي تصورها الرسالة التي تلقيتها من طالب . ولا أستطيع نشرها بالكامل لخطورة ما فيها ولكنى أوجز هنا ما يمكن نشره منها.. «لعل الدخان لا يعتبر شيئاً بجانب كثير من الحقائق التي يزاولها الطلاب. إنني طالب أميل إلى الوحدة وغالباً ما اجتمع بزملائي فألاحظهم يتهامسون فلا أعرف ماذا يدور. وفوجئت بهم بعد أن ضاقوا بي يعرضون على الانضمام إليهم فسررت وظننتها ندوة أدبية أو حفلة سمر برئ ولكنى صدمت بالحقيقة المرة عندما عرفتها.. أنهم يجمعون يومياً مصروفهم اليومي في صندوق خاص وتجمع هذه النقود كلها وتسدد منها أجرة «البيت».. قلت أي بيت؟! فكان الخبر عن بيت خرب في أحد الأزقة المنزوية يجتمع فيه حوالي عشرين طالباً و.. إلخ.. مما هو غير صالح للنشر.

واستطردت الرسالة تقول: أن في المدرسة أكثر من شلة وفي المدارس الأخرى مثل ذلك ويتساءل الطالب: أين ولاة أمور هؤلاء الطلبة؟! وكيف منحوهم هذه الحرية؟!».

هاتان مشكلتان من مشاكل الطلبة نضعها تحت أنظار مديرية التعليم بمكة من ناحية ومن ناحية أخرى تحت أنظار ولاة أمور الطلبة فإنه مطلوب لحل هذه المشاكل التعاون بين البيت والمدرسة، فعلى ولاة أمور الطلبة تشديد الرقابة على أولادهم وسلوكهم وعلى إدارة التعليم تشكيل مخابرات داخل المدارس للكشف عن كل سلوك معوج يكون من نتائجه إغواء المستقيم وتضليل المهدي.

إن أبناءنا هؤلاء هم رجال الغد المأمول فلنتدارك أمرهم قبل فوات الأوان.