المؤتمر الشعبي الكويتي الذي عقد بجدة والذي أقبل عليه رجالات الكويت من مختلف الطبقات والمشارب ومن كل فج عميق ليس هو الاستفتاء الأول عل تعلق الشعب الكويتي بحاكمه وحكومته والتلاحم الولائي القائم بين الشعب والحكومة بصرف النظر عما دار في مناقشاته ومصارحاته وما خيم عليه من مظاهر المودة والولاء.

  ولكن سبقه استفتاء -وهو الاستفتاء الذي أجرته حكومة الغزو..حكومة صدام حسين عقب الاحتلال حين لم تجد فردا ًواحدا ً- وأركز هنا على فرد واحد- رضي بالتعاون مع حكومة الغزو والعدوان.. أجل لم نجد فرداً واحدا ًلأن فرداً واحدا ًيكفي لتشكيل حكومة مزيفة تناصر العدوان وتأتمر بأمره ويستطيع المعتدي استغلالها أسوأ استغلال.

  ولذلك بدأ يتخبط في تبرير جريمته وعدوانه فلم يدر بخلده أن مثل هذا العميل الكويتي غير موجود في الكويت فأدعي أنه جاء لنصرة الشعب الكويتي ضد حكومته فلما سقط في يده ولم يجد أحدا ًاضطر أن يشكل حكومة من ضباط عراقيين ولم يذكر أسماءهم وزعم أن هذه الحكومة الكويتية –كذبا ًوزوراً– طلبت منه وحدة اندماجية ولما فشلت هذه الفكرة أيضاً طلع بدعوي جديدة هي دعوي الحقوق التاريخية وأن الكويت جزء من العراق رغم أن الكويت دولة وكيان قبل أن يكون هناك شيء اسمه (العراق) وأعلنتها - أي الكويت- المحافظة التاسعة عشرة من العراق وقبل ذلك حاول تبرير جريمته بأنه يريد توزيع ثروة العرب الأغنياء على العرب الفقراء افتئاتاً على الله وتدخلاً في تقسيمه لأرزاق العباد.

  وجاء هذا المؤتمر وقراراته وتوصياته صفعة على وجه صدام العراق وكل من يلهث خلفه من العملاء وطلاب الغنائم، وأني لأعجب من مبادرات تجري هنا وهناك يتزعمها قادة ورؤساء وزعماء تجامل طاغية العراق على حساب الحق والعدل تدس في كل مبادرة لإنقاذه من الورطة التي أوقع نفسه فيها بدافع من الحقد والحسد وسوء التقدير عبارة إجراء استفتاء بالكويت وتعيين حكومة جديدة!!

  ألا يكفي هذان الاستفتاءان على كمال التلاحم بين شعب الكويت وحكومته ورفضه أي تدخل أجنبي؟! وهل هناك شكوى أو تذمر أو اعتراض على ذلك من فرد واحد من شعب الكويت؟!

  فاقلعوا يا أصحاب المبادرات عن هذه التفاهات وقولوا كلمة الحق قولوا للظالم المعتدي: أخرج من الكويت ودعه لأهله.

  أفيقوا أيها السادة فإن الحق بين والباطل بين فلا تتيهوا عقولكم في الأمور المشتبهات وحكم الله واضح في البغاة فلا تميلوا كل الميل ولا تداهنوا في الحق وأصلحوا بالعدل.