القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 186 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الاثنين, 08 أغسطس 2011 21:50

ما ذنب المقيمين في الكويت؟!

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

إذا سلمنا جدلاً -ولا نظن أحداً يوافقنا- أن سفاح القرن العشرين رجل صاحب حق يطالب بحقه في الكويت ويود أن يحصل على هذا الحق بالقوة فهل هذا هو الطريق الوحيد الذي لا يجد سواه والذي تمثل في القتل والتشريد والنهب والاغتصاب والتدمير؟!

ومن يدعي حقا في دولة أو حتى مدينة ويريد ضمها إلي ممتلكاته هل يحافظ عليها أم يدمرها ويحولها إلي خراب ويحرقها ويشرد مواطنيها بل وضيوفها وكل ساكنيها من أقطار الأرض جميعاً؟! وما ذنب هؤلاء الضيوف والعاملين القائمين على خدمة المنشآت الحيوية لهذه الدولة حتى يقتلوا ويشردوا ويعتدي على كرامتهم وأعراضهم ويحجز الباقين منهم في معسكرات تخلو من كل صور الإنسانية بدون غذاء أو ماء أو دواء فالحيوانات في حظائر مربي الحيوانات تجد معاملة أكرم من معاملة سفاح العراق لمئات الآلاف من المسلمين والعرب أوقعهم حظهم النكد في دائرة حكم هذا الوحش البشري المتعطش للدماء.

وإذا كان يدعي صادقاً أن دولة الكويت محافظة من محافظات العراق سابقا ويريد إرجاعها إليه فما هي الكويت؟! أهي الأرض فقط ِأم الأرض والشعب؟! الذي تعارف عليه الناس أن الدولة هي الأرض وكل ما عليها والشعب بكل طبقاته فكيف يصبح في الأذهان أن يقدم أول ما يقدم على قتل ونهب واغتصاب أفراد الشعب ثم يثني بتخريب المنشآت الحضارية والممتلكات العامة ويبيح سرقة المتاجر والبنوك ويختم هذه الجرائم بطرد بقية الشعب من الأرض وتفريغها ليسكنها قوما آخرين يأتي بهم من خارج البلاد؟!

ما الفرق بينه وبين ما فعلته إسرائيل في فلسطين؟! إنه أسوأ فإسرائيل أرحم بشهادة كثير من الفلسطينيين، إسرائيل في احتلالها للضفة الغربية في فلسطين لم تفعل أكثر من الاستيلاء على الحكم وطرد الحكومة القائمة دون المساس بالشعب أو الممتلكات ولم تنهب البنوك ولم تنتهك الأعراض وهو أبشع ما أقترفه سفاح العراق في حق دولة شقيقة صديقة أحسنت إليه ووقفت بجانبه في أشدة الأيام بؤسا وبأسلوب غادر دنيء.

فهل يخرب الإنسان بلده بيده؟! إن كل الشواهد والأخبار تدل أنه عندما غزا الكويت لم يجد مقاومة تذكر وخاصة داخل البلد فقد كان الناس نياماً ثم خرجوا صباحا لمباشرة أعمالهم كالمعتاد دون إحساس بالغزو.

فهلا كان في وسعة أن يؤمن الناس بنداء موجه بواسطة الإذاعة والتلفزيون بأن كل مواطن يلزم داره فهو آمن ريثما يدبر أموره ثم يصدر بلاغاته بالغزو والاحتلال ومبرراته ثم يصرح للمواطنين بمباشرة أعمالهم كأن لم يكن شيء ويكتفي بالاستيلاء على الحكم والحكومة فلا يروع الآمنين ولا يقتحم المنازل والمتاجر والبنوك ويسلب الأموال ويبلغ به الفجور منها فيسمح لجنده اغتصاب النساء.

هل كان له ثأر عند الشعب الكويتي؟! وعلى فرض ذلك بينه وبين أولئك الضيوف والمقيمين بالكويت من أبناء العالم الإسلامي والعربي والأجنبي الذين يزيد عددهم على عدد الكويتيين ليمارس معهم هذه الجرائم ويشردهم في الصحاري والرمال بين السعودية والأردن وتركيا ويحولهم إلي لاجئين مشردين يموت من يموت منهم عطشاً وجوعاً في الصحراء ويبقي منهم من يبقي وقد شارف على الهلاك ويرتفع بكاء الأطفال والنساء والشيوخ والمرضي إلي عنان السماء يبكوا ظلم هذا المجرم الأثيم وجنوده وما جره عليه من شقاء بدون سبب.

إذا كان صدام حسين مجرما بالطبع متعطشا للدماء والأذى والفجور فهو في حكم المريض فما هو عذر أولئك النفر من حكام العرب وكلهم ذو حصافة وعقل وتمرس بالحكم والإدارة أن يسيروا في ركابه ويباركوا جرائمه وهم يعرفون أن الساعي في الشر كفاعله تماماً هل الإطماع الدنيوية تعمي وتصم هكذا؟! اللهم إن هذا باطل لا يرضيك.

معلومات أضافية

  • العــدد: 12
  • الزاوية: كل خميس
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة
المزيد من مواضيع هذا القسم: « من أخلاق الرسول حقوق الزوجين »

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا