وزير الأوقاف والشئون الإسلامية بالأردن الشيخ على الفقير -في كل شيء- والذي أكرمته هذه الدولة عندما رئس بعثة الحج الأردنية مثل جميع حجاج بيت الله الحرام لم يتورع عن مهاجمة علماء الإسلام في المملكة ومصر ويتهمهم بالارتزاق ومناصرة الظلم وممالأة حكامهم على طريقة (رمتني بدائها وانسلت).

فهو يتهم علماء الإسلام الأتقياء الذين وقفوا مع الكويت ضد العدوان العراقي على الكويت ذلك العدوان الذي شجبته كل دول وشعوب العالم الحر المخلصين لمبادئ العدالة والحق سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين والذي بلغ منتهي البشاعة والوحشية ضد بلد مسلم بدون مبرر سوي الحسد.. الحسد الذي يأكل القلوب كما تأكل النار الحطب..يتهمهم بالعمالة والسير في ركاب حكوماتهم بينما هو الذي وقف ضد الحق والعدل وناصر الظلم والعدوان على دولة جارة محسنة وتشريد شعبها وسلب أموالها وقتل أبنائها واغتصاب نسائها وقد رأي بعينية ضحايا ذلك العدوان من آلاف المشردين الذين وصلوا إلي الأردن في أحوال مزرية ومحزنة من العطش والجوع والإرهاق مما تلين له أقسي القلوب وتذرف له أجمد العيون.

رأي ذلك أكثر مما رأينا نحن على شاشات التليفزيون ومع ذلك يلوم علماء المسلمين على شجب هذه الجريمة الشنعاء ويتهمهم بالعمالة وهو أكبر عميل لدولته ودولة العدوان دون حياء أو خجل وقد سبق لهذا الوزير الفقير -من كل شيء كما أسلفت- حينما كان رئيسا لبعثة الحج الأردنية وحضر إحتفاء مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية ببعثات الحج الذي إقامته يوم 5/2/1410 ﻫ بقصر البصنوي بمكة المكرمة وأعرب فيه كل رؤساء البعثات عن إعجابهم وتقديرهم بما قامت به المؤسسة من تطوير لخدمة الحجاج وتوفير سبل الراحة لهم بالتعاون مع البعثات وتحت إشرافها باستثناء هذا الوزير الذي قام ليستعرض عضلاته ويدعي أن المؤسسة لم تقدم لحجاجه شيئاً ونصب من نفسه واعظاً ومرشداً للخوف من الله ورعاية الحجاج.

ولما كنت مضيفاً له ولجميع رؤساء البعثات استحيت أن أقف للرد عليه وتسفيه رأيه وخشيت من أن يعملها مشكلة وينسحب من الحفل ويسبب ذلك أزمة بين الدولة والحكومة الأردنية ولعلمي إن دولتي تأخذ بنظرية (الحاج دائما على حق) توقعت أن يعاد باللوم علىّ لأنني لم أراع حق الضيافة فآثرت الصمت وكان عزائي هو امتعاض كل الحاضرين بالحفل من البعثات الذي ظهر على وجوههم وحدثني البعض منهم وأثنوا على سعة صدري.

وهم لا يعرفون أن حجاج الأردن يستأجرون مساكنهم بواسطة رؤساء حملاتهم التي تنقلهم إلي المملكة وهم الذين يجهزون لهم المساكن ويفرشونها بأي فرش رخيص وناقص طلباً للكسب مما لا علاقة للمؤسسة به وبناء على طلب رئيس البعثة بخلاف بعثات الحج الأخرى التي توكل إستئجار المساكن لحجاجها عن طريق المؤسسة وتقوم المؤسسة بكامل خدمات السكن وتتحمل مسئوليتها وتؤديها على أكمل وجه وفق تعليمات وزارة الحج واللوائح التي تحدد ذلك.. أما بقية الخدمات المنوطة بالمؤسسة خارج نطاق السكن من خدمات وإرشاد ومشاعر وتنقلات فإن المؤسسة قامت بها خير قيام بالنسبة لجميع الحجاج بما فيهم حجاج الأردن.

هذا هو الوزير الفقير الذي تطاول على علماء المسلمين الذين وقفوا بجانب الحق وأنكروا المنكر الذي لا يختلف فيه اثنان باستثناء أصحاب الهوى.