مع إشراقة يوم النحر، ذلك اليوم الذي أعلن فيه القرآن "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا" ونادى فيه محمد بن عبد الله – عليه الصلاة والسلام – "لقد تركت فيكم ما لم تضلوا به بعدى أبداً، كتاب الله وسنة رسوله، إن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا.." أو كما قال...

ونحن في هذا البلد وقد امتن الله علينا بهذا النظام من الحكم الإسلامي دون حاجة إلى استيراد أي نظام من هذه النظم الحديثة  التي تزعم أن تعاليم الإسلام لم يعد الكثير منها صالحاً للحكم في العصر الحاضر..

نعم ونحن هنا نطبق أحكام الإسلام نستطيع أن نؤكد للعالم أن أحكام الإسلام لو طبقت بدقة ووعى لكانت العلاج الحاسم لكل مشاكل العصر الحديث.. أخلاقية كانت أو اجتماعية أو اقتصادية.

فهذه الجرائم  التي تعج بها المجتمعات الحديثة  التي تعتبر تطبيق أحكام الإسلام على مرتكبيها قسوة فخففتها إلى أحكام رخوة.. لم يكن انتشار هذه الجرائم إلا وليد هذه الرخاوة  التي ظن بها أهل الأرض أنهم أرحم من الله بخلقه فقادوا مجتمعاتهم إلى الهاوية.

وهذه الأزمات الاقتصادية ومشاكل الفقر والعوز والفروق الشاسعة بين طبقات الأمة ما هي أسبابها؟!

إنها إهمال تطبيق أحكام الإسلام ولا شيء غير ذلك.

ولكن بعض قادة المسلمين – هداهم الله – بدلاً من أن يلتمسوا تفريج هذه الأزمات وحل تلك المشاكل عن طريق العودة إلى أحكام الإسلام إلتمسو ذلك في حلول وهمية زعمها ماركس ولينين وتيتو وأمثالهم ممن أضلهم الله وأعمى أبصارهم.

إن تطبيق أحكام المال في الإسلام هي العلاج الوحيد الصحيح لكل ما يشكو منه العالم من فقر وبؤس واستبداد واستغلال وتحكم.

وبعد فماذا يمكن أن نقول بهذه المناسبة، مناسبة هذا المؤتمر الإسلامي العام الذي شرعه الإسلام أيضاً ليشهد المسلمون منافع لهم؟

إنها كلمة للتذكير.. وللتذكير فقط التذكير بكلمة الله "ما فرطنا في الكتاب من شيء " وليس على المسلمين بعد ذلك إلا أن يلتمسوا حل كل مشكلة، وتفريج كل أزمة، واستئصال كل داء في كتاب الله وسنة رسوله، أو بتعبير أشمل، في أحكام الإسلام.

" ومن يتبع غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه ".