القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 180 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الاثنين, 08 أغسطس 2011 23:21

اتق شر من أحسنت إليه

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

هذه العبارة التي يقال أنها حديث نبوي وهي في الحقيقة ليست بحديث ولكنها نصيحة،تكاد تكون غالية وإن كان لا يستحب الأخذ بها في كل الأحوال بل في حالة واحدة فقط هي عندما يكون المحسن إليه-بفتح السين-من اللئام الذين إذا أكرموا تمردوا ونحمد الله أنهم قليلون إذ ما زالت الدنيا بخير.

وإذا ضاع معروف الكويت وإحسانها وضاع معروفنا وإحساننا وجيران إخوان لنا عند حاكم العراق فإن ذلك لم يضع عند الله فقد قيل: إن صنائع المعروف تقي مصارع السوء وهكذا-بفضل الله-وقفت جميع الدنيا شعوبا وحكاما مع الكويت ومعنا وهبت للنجدة ضد العدوان الآثم ومن ثمة فإننا لن نندم على ما فعلنا من معروف وما قدمنا من إحسان وستكون عاقبة أمرنا-بإذن الله-أن تعود الكويت أحسن مما كانت عليه وستكون هذه المحنة العابرة درسا من الدروس المستفادة وسيبوء المعتدي والذين نصروه بالخذلان المهين.

إن من يستقرئ التاريخ.. التاريخ الطويل يجد أن النصرة دائما للحق والغلبة له وإن طالت جولة الباطل وأن عاقبة الطغاة المتجبرين هي الاندحار والفناء وعلى أقبح صورة..نعم انتهي الطغاة في مختلف العصور إلي أسوا مصير وبقيت الشعوب وانتصر الحق على الباطل في كل جولاته رغم عنفوانه وجبروته وقضيتنا اليوم واضحة كالشمس في وضح النهار..

شعب آمن مستقر أسي جاره وأحسن إلية فأمنه على نفسه وأرضه عملاً بقول الله تعالي(هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) ولم يسئ الظن بقول من قال: يؤتي الحذر من مأمنه ولم يتصور أن في هذه الدنيا بعد هذا التقدم البشري والاجتماعي من يؤمن بشريعة الغاب أو يحتكم إليها أو يعود بعض حكام العصر إلي العصر الجاهلى حيث كانت القبائل الهمجية تغزوا بعضها في جنح الظلام لتسرق الأغنام والمواشي والأموال والنساء.

نعم لم يدر بخلده مثل هذا ونام قرير العين فإذا به يفاجأ بغزو همجي من جاره وبحجج واهية وأعذار سخيفة ولا يكتفي باحتلال الأرض ولكنه يتجاوز كل الحدود الإنسانية يقتل الرجال ويميت الأطفال وينهب الأموال!! ويدمر البيوت ويغتصب النساء – فيا هول الفاجعة.. وما أفظع الصدمة!!  

أين حق الجوار المعروف عند العرب والمسلمين؟!أين ما تعلمناه من آداب الحرب الإسلامية في معاملة الإعداء في الدين فضلا عن إخواننا وأشقائنا؟ أين أخلاق العرب ومبادئهم التي تستنكر الغدر وتنفي الإيمان عمن لا يأمن جاره بوائقه.

وأخيراً أين المواثيق والقوانين الدولية التي تحرم العدوان أيا كانت أسبابه ومبرراته وتفرض الاحتكام في كل خلاف إلي المنظمات الدولية ومحاكم العدل وأصحاب الرأي من الدول الصديقة؟!

فيا شعب العراق الأبي..ويا جيش العراق المسلم ماذا دهاك؟! لقد توسمناك درع العروبة وسلاحها..وأعددناك ليوم الكريهة..يوم استرجاع ما أخذ منا بالقوة..استرجاعه بالقوة بعد أن نكون قد استنفدنا كل وسائل السلم المشروعة ولم يبق أمامنا إلا الحرب المقدسة.

فكيف استطاع صدام حسين أن يحولك إلي خنجر في قلب فلسطين وطعنة في ظهر العروبة والإسلام.

أجل..يا شعب العراق..ويا جيش العراق.إن كلمة واحدة منك تنهي هذه المأساة الإنسانية والمهزلة الجنونية التي يديرها صدام حسين من مخبئه تحت الأرض وحيدا فريدا حاكما يأمر في مصيرك ومصير وطنك ومصير العالم.

يديرها بتصرفات هستيرية تدل على فقدانه العقل وضياع التوازن وعمي البصيرة.

إنك يا شعب العراق وجيشه ستدفع الثمن وحدك عن هذا الهوس بعد أن يكون الطاغية قد ذهب إلي الجحيم أو إلي حيث ألقت رحلها أم قشعم وربما هرب أو انتحر كما فعل سلفه هتلر.

فلماذا لا تجعلها بيدك لا بيد عمرو؟-كما يقول المثل-وتخلص نفسك بل العالم من ويلات لا ناقة لك فيها ولا جمل فأنت بحمد الله- في نعمه وخير وفي غني عن كل أموال الناس بهذا الأسلوب الدنئ أسلوب النهب وانتهاك الحرمات؟ فافعلها قبل فوات الأوان والله معك.

معلومات أضافية

  • العــدد: 18
  • الزاوية: كل اسبوع
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: الندوة

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا