نوم الحجاج بالمساجد والشوارع
مشكلة الحجاج الذين يتخذون من الشوارع أو المساجد سكناً لهم ومرقداً فيسيئون بذلك إلى أنفسهم وإلى سمعة البلاد ومظهرها بما لا مثيل له في أي بلد من بلاد الله التي لا قداسة لها.. هذه المشكلة لا يحلها إلا إلزام الحاج قبل التأشير له بدخول البلاد بدفع أجرة السكن بعد تحديدها كما هو الحال بالنسبة لحجاج جزر جاوى الذين لا نجد واحداً منهم قط اتخذ من الشارع أو المسجد سكناً ومرقداً.
يذهب المرء إلى أي مسجد في أي بلد إسلامي أو غير إسلامي فيجده – داخله وخارجه – آية في النظافة والطهارة.
ويأتي الواحد منا إلى أقدس مسجدين على وجه الأرض – هما المسجد المكي والمسجد النبوي – فلا يصل إلى باب المسجد إلا متخطياً على مئات من الكتل البشرية اتخذت من الساحات الواقعة أمام أبواب المسجد النبوى مرقداً له ومن ممرات وأردفة وحصوات المسجد الحرام نفس الشيء.
أما الأثر السيئ الذي يتركه مثل هذا العمل من روائح كريهة وأقذار مقرفة ومنظر مشوه فإن من يدخل أحد المسجدين في زمن الحج يستطيع أن يعرف ذلك جيداً..
وتقوم أمانة العاصمة وبلدية المدينة بتوسعة الشوارع وإقامة الأرصفة ولجزر تنظيماً وتحسيناً فيتبادر إلى ذهن الحجاج أنها سرر ومراقد أعدت لهم ليخرجوا من أحد المسجدين متسابقين بعد صلاة العشاء يفترشون تلك الساحات والجزر والأرصفة رمياً بأجسادهم في الهواء الطلق حتى لا يجد المارة سبيلاً إلى المرور.
هذا الوضع الشاذ ينبغي أن يكون في مقدمة الأوضاع التي تدرسها لجنة الحج من الآن وتضع لها الحل الذي يحفظ على البلدين كرامتهما، ويصون قداستهما، ويبرز أعمال الحكومة الإصلاحية ويمكنها من أداء مهمتها التي أنشئت من أجلها.
لأن جلالة الملك المعظم عندما أمر بتوسعة المسجدين لم يرد توسعتهما للنائمين ولكن للقائمين والركع والسجود.
وأمانة العاصمة وبلدية المدينة عندما تقومان بإنشاء الجزر والأرصفة والميادين لم تفكر في اتخاذ ذلك للسكن والنوم.
ولعل إنزال فرقة من الحرس الوطني ابتداءً من شهر شوال إلى نهاية الموسم لمنع النوم والسكن داخل المسجدين الشريفين وحولهما والشوارع العامة خير وسيلة لحل هذه المشكلة.
معلومات أضافية
- العــدد: 1074
- الزاوية: كل صباح
- تاريخ النشر: 22/2/1382ﻫ
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.