وارحمتاه على الشعر!
ضحكت- وشر البلية ما يضحك- وأنا أقرأ كلمة للشاعر الحجازي المبدع يحي توفيق في المجلة العربية يقول فيها أن ملحنين مشهورين طلبا منه مائة ألف ريال عن كل قصيدة من شعره لتغنيها مطربة مشهورة أو مطرب مشهور، وقد كنت أسمع مثل هذا الكلام من قبل فأظنه نكته فإذا به حقيقة، فمن هو هذا الشاعر الذي يحترم نفسه ويدفع للمغنين عن شعره ليتغني به؟
ألا يكفي الشاعر أن يتنازل عن حقه فيما يحصل عليه الملحن والمغني من مبالغ طائلة في الحفلات والإذاعات والتلفزيونات والشرائط والأسطوانات حتى يريدون أن يطلبوا منه الدفع فوق جواهر كلمه؟
لهذا أصبحنا لا نسمع في الأغاني إلا هذا الكلام الممجوج على غرار (السح الدح امبو) والتهريج الحداثي والكلام الملضوم الذي لا يخرج منه المستمع المسكين بشيء من المتعة والإحساس بالفن.
ولهذا لم نعد نسمع بين الأغاني والأناشيد شعراً مثل شعر أبي فراس وشوقي أو بشارة الخورى- الأخطل الصغير- أو أحمد رامي مما كانت تغنيه أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب من شعر مطرب مازال يحمل سمة الخلود وتردده الأجيال مثل قصائد (أراك عصي الدمع) و(الهوى والشباب) و(يا جارة الوادي) و(سلو قلبي) و(ولد الهدي).
حقاً لقد هزلت حتى بدا من هزالها كلاها وحتى استامها كل مفلس ووارحمتاه على الشعر الرصين.
هل هذا يكفي؟؟
ما زلنا نقرأ ونقرأ ونقرأ عن أرباح لبعض الشركات رغم تردي أسهمها في سوق الأسهم ولكننا نسمع جعجعة ولا نري طحناً فلم نسمع ولم نقرأ عن أرباح معلنة لتلك الشركات أو غيرها من الشركات المساهمة التي التزمت الصمت هذه الأيام.
وفي اعتقادنا أن الإعلان عن أرباح مبهمة وعدم وصولها إلي أيدي المساهمين فعلاً لا يجعلها تصل إلي مرتبة الحقائق عند المساهمين بصورة خاصة وعند المواطنين بصورة عامة.
والإعلان عن المراكز المالية لهذه الشركات ثم عدم الإعلان عن ميزانية عمومية وحقائق عن الأرباح وتوزيعها ولو كانت بسيطة..هذا الإعلان لا يكفي ولا يطمئن كما يظن البعض.
لقد مرت الشركات المساهمة عندنا بعصر ذهبي من الثقة وأقبل الناس عليها بشكل سار بعد أن كانت تلك الثقة مفقودة إثر شركات قامت في الخمسينات من القرن الحالي وكان نصيبها الفشل غير أن تلك الثقة عادت بعد قيام شركات الكهرباء وشركات الأسمنت ثم جاءت شركات النقل والزراعة فأقبل عليها الناس إقبالا منقطع النظير حتى صارت الشركات ترد إلي المساهمين أكثر مساهمتهم لكثرة المكتتبين غير أننا لاحظنا في السنتين الأخيرتين بدء العد التنازلي فأصبحت الشركات المعلنة حديثاً تعلن عن تمديد مدة الاكتتاب الأمر الذي يدل على ضعف الإقبال بلا أدني شك ونعتقد أن السبب في ذلك هو هذا الصمت المطبق الذي لف بعض الشركات فلا ميزانيات ولا أرباح ولو كانت يسيرة.
فهل نقرأ تفسيراً أو تعليلاً لهذا الصمت ثم تحليلاً اقتصادياً لضعف الإقبال؟؟
معلومات أضافية
- العــدد: 27
- الزاوية: كل يوم إثنين
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.