القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 179 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الثلاثاء, 09 أغسطس 2011 15:25

الأدوية.. والاستهتار بالعالم الثالث

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

لا ندري إلى متى سيظل العالم الثالث موضع استهتار دول الغرب المسماة بالعالم المتمدين فقد أشارت دراسة أخيرة أجراها طبيب ألماني يعمل في الولايات المتحدة مفادها أن نصف الأدوية السويسرية المصدرة للعالم الثالث غير صالحة بل أن بعضها خطر والبعض الآخر غير مفيد – كما جاء في صحيفة الشرق الأوسط الدولية يوم 12/2/1410ﻫ.

وقبل ذلك طالما قرأنا أن بعض الأدوية التي تصنع في كثير من دول أوروبا وأمريكا لا تطرح للاستعمال محلياً بل تصدر إلى العالم الثالث باعتباره حقل تجارب.

ونحن لاهون متهافتون على الاستيراد من هذه الدول على أساس الفكرة الخاطئة المرسومة في أذهاننا عن أخلاقيات تلك الدول.

وفي بعض البلاد العربية كمصر والأردن مصانع أدوية ممتازة ومصنعة بموجب مواصفات عالمية طبقا لما تصنع به في أوروبا وأمريكا وبأسعار أقل بكثير ومع ذلك نصر على الاستيراد من هناك رغم ارتفاع الأسعار ونترك الدول الشقيقة القريبة منا.

وكان المفروض أيضا أن تكون لدينا صناعة أدوية لا تسد حاجتنا فحسب بل تتيح لنا التصدير إلى الدول المجاورة نظرا لما بلغته بلادنا من تطور ملموس في مختلف مجالات الحياة من النواحي العلمية والمالية وقد مضت عدة سنوات على شركة أنشئت عندنا للصناعات الدوائية ولا تزال حتى الآن لم تنشئ أي مصنع.

ليت وزارة الصحة تقوم بمقارنة بين أسعار الأدوية المنتجة في البلاد العربية كمصر والأردن مثلا وربما في غيرها وأنا لا أدري وأسعارها في الخارج ومواصفات هذه وتلك فإذا تأكد لديها المساواة – بعيدا عن عقدة الخواجة – أمرت بالاستيراد من الدول العربية والتي أستطيع أن أؤكد أنها أرخص بكثير.

فهذا دواء أستعمله أنا شخصيا ضد التهاب المفاصل يسمى (فولترين) 50 مل يباع في صيدليات المملكة مستورد من الخارج بنحو خمسين ريالا للعلبة بينما أجلبه أنا من مصر بسعر سبعة جنيهات ونصف مصرية من القاهرة أي بما يساوي خمسة عشر ريالا على أكبر تقدير بل أقل ولم أر أي فرق بين جدوى هذا وذاك ولم أعد أستعمل إلا الدواء المصري وعندما قلت لأحد الصيادلة لماذا لا تستورد هذا الدواء من مصر تلجلج ثم قال: إن ذلك ممنوع.

إن حاجتنا إلى الدواء لا تقل عن حاجتنا إلى الغذاء ونحن جادون – بحمد الله – في تأمين الغذاء بمختلف الصناعات الغذائية بعد إنتاجها زراعياً في أرضنا فلماذا لا نعمل على تأمين حاجتنا إلى الدواء من صناعاتنا الوطنية والدولة لا تألو جهدا في تشجيع الصناعات بكل الوسائل.

هذا على المدى الطويل. أما الآن فلماذا لا نجعل مصادر أدويتنا من الصناعات العربية المماثلة لما نستورده من الخارج وبسعر أرخص وطمأنينة أكثر طالما أن تلك الدول أصبحت تستغفلنا وترسل لنا أدوية إما أن تكون غير صالحة أو غير مفيدة وربما ضارة.

سؤالان موجهان إلى وزارة الصحة ووزارة التجارة ووزارة الصناعة ورجال الأعمال عندنا.

فهل من مجيب؟!

معلومات أضافية

  • العــدد: 37
  • الزاوية: كل اسبوع
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: عكاظ

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا