أشكر سعادة الدكتور يعقوب المزروع مدير عام المراكز الصحية بوزارة الصحة على اهتمامه بالتعليق على كلمتي السابقة تحت هذا العنوان وإن كنت قد أسفت لوصفه ملاحظاتي القائمة على مشاهدة وممارسة وليس من وراء مكتب أنيق في غرفة مكيفة.. وصفها بأنها ليست موضوعية وأود أن أؤكد له أنه ليس لي تجربة خاصة فأنا لست من رواد مراكز ولا مستشفيات وزارة الصحة ولن تنقل إليّ معلومات بشكل غير مغاير للحقيقة لأنني لا أكتب إلا بعد أن أتثبت من صحة ما ينقل إليّ فعندما زارني عدد من سكان محلة الزاهر لوقوفهم لفترات طويلة ذهبت بنفسي ورأيت الوضع الذي نقلته إلى الشئون الصحية فاكتشفت أن سكان العتيبية وحدهم يبلغ عددهم خمسة وثلاثين ألفا وسكان الجزء الشرقي من الزاهر يقاربون هذا الرقم فكيف يمكن لمركز كهذا مقام في مبنى لم يكن مخصصاً لمركز صحي مكون من أدوار متعددة لا تتسع سلالمه لمرور اثنين.

كما فهمت أن الشئون الصحية تبحث عن مقر لافتتاح مركز للزاهر وعدد من المراكز في مختلف أنحاء مكة المكرمة أي أن الوزارة بادرت – كما ذكرت – بتطبيق التنظيم قبل أن تتوفر المراكز فهل يمكن أن توصف ملاحظاتي هذه بأنها غير موضوعية أم يحق لي أن أسأل سعادته كم مركزاً صحياً كانت قائمة بمكة عند البدء في التنظيم؟! وكم مركزاً صحياً افتتحت بعده؟! وكم مركزاً تسعى الوزارة لفتحها الآن ليؤدي التنظيم واجبه بكفاءة؟!

كما أنني عندما كتبت، كتبت عن البدء في التنظيم بمكة المكرمة الذي بدأ هذا العام وبدون أية توعية مسبقة للمواطنين الذين كانوا يترددون على المراكز والمستشفيات.

أما ما ذكره سعادته عن طريقة تطبيق البرنامج المذكور فإنني لم أقرأ ولم أسمع ولم أشاهد شيئا عن تلك الطريقة التي أشار إليها – وأعتقد أن المواطنين مثلي – وهل في مقدور مركز ليس فيه غير طبيبين عامين وعدد محدود من الموظفين أن يقوم بهذه الجهود التي أشار إليها سعادته بتعليقه من الاتصال بالسكان في منطقته لإعطائهم فكرة عن البرنامج وحل مشاكل صحة البيئة وعمل مسح صحي واجتماعي للمنطقة وزيارة المنازل وترقيمها وجمع المعلومات الصحية والاجتماعية والبيئية والأعمار والحالة التطعيمية ومستوى الإصابة والوفاة بين الأمهات أثناء الحمل والولادة وتجميع كل هذه المعلومات وخلافها وتحليلها وتبويبها وعرضها في جداول ورسومات بيانية للاستفادة منها..

إنني لم أنكر جدوى وفوائد برنامج الرعاية الصحية ولكني تحدثت عن الاستعجال في التنفيذ قبل الاستعداد من كافة النواحي الوظيفية والتوزيع والتقسيم والتوعية وليس هناك أي مبرر للعجلة أو الاستعجال.

وأكرر شكري لسعادته وتقديري..