القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 176 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الثلاثاء, 09 أغسطس 2011 15:27

رفقا بالآباء أيها الناس (1)

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

بين الحين والآخر يقرأ الإنسان شكوى من غلاء المهور ويتسرع المعلقون على ذلك فينزلوا تقريعاً وتوبيخاً للآباء الذين يعزون بناتهم ويريدون لهم رجالاً قادرين على تحمل مسئوليات الحياة المعاصرة ويطالبونهم بالإلقاء ببناتهم بين يدي كل من هب ودب ويرددون الآيات والأحاديث التي تحث على الزواج وعدم الوقوف حجر عثرة في سبيله.

الذي أعرفه أن الإسلام أوصى كثيراً بالبنات لأنهن ناقصات حيلة ووضعهن أمانة في أعناق آبائهن وحملهن مسئولية اختيار الزوج الصالح التقي الذي إذا أحبهن أكرمهن وإذا كرهن لم يظلمهن.

كما أعرف أن الزواج مسئولية وليس مجرد إشباع رغبة وليكن بعد ذلك ما يكون.

آخر ما قرأت – وما أكثر ما أقرأ في هذا الباب – شاب يريد الزواج وطلب منه والد الزوجة صداقا عشرين ألف ريال وأن يفرش بيته فاستكثر ذلك ويستفتي هل يذهب إلى الخارج ليتزوج من هناك.. وكأنه يهدد!!

فهل العشرين ألف ريال تعتبر مهراً غاليا؟! أم هو تدلل الشباب؟! وهل الزواج من الخارج سيكلفه أقل؟! وماذا بعد الزواج من الخارج؟! وهل يريد من الزوجة أن تفرش له بيته أيضا؟! وماذا تفعل العشرين ألف ريال في هذا الوقت؟! وهل تكفي لملابسها التي يجب أن تحضرها معها إلى بيت الزوجية؟! أم يريدها أن تدخل عليه بثياب بالية؟! وهل يستطيع مثل هذا الزوج الذي عجز عن أن يوفر مبلغ عشرين ألف ريال وهو خال من مسئولية الزوجة والبيت والأولاد أن يحقق لزوجته الاكتفاء الذاتي بعد الزواج على الأقل؟!

ومع ذلك لم يرحم صاحب الرأي هذا الأب وأخذ يتهمه بالاستغلال والمتاجرة ببنته ولم يحاول أن يتعرف من الشاب ما هو عمله؟! وما مقدار كسبه؟! ومن أين أتى بالعشرين ألف ريال فقد يكون قد أتى بها من أبيه؟! أو مساعدة من أحد أو جمعاً من زملاء.

إن هذا الميل – كل الميل – مع الشباب على حساب إضاعة البنات والتحامل على آبائهن واعتبارهم جميعاً مجرمين دون التماس أي عذر لهم في المحافظة على كرامة بناتهم وصيانة حقوقهن.

حقاً إن أهم ما يجب أن يطلبه الأب لابنته هو الدين والخلق.. ولكن كيف يستطيع الأب أن يضمن هذا لابنته وأكثر الناس يظهرون غير ما يخفون فإذا يسرنا الزواج بهذا الشكل هل تأمن عاقبة عبث بعض الرجال ببنات الناس والإكثار من الزواج والطلاق ولمجرد الاستمتاع والتبديل والتغيير؟! من الذي يضمن لنا أن يضار هذا الزوج زوجته بعد أن شبع غريزته ويتوق إلى غيرها لتفتدي نفسها بأكثر مما أداها من مهر؟!

إن الدعوة إلى تخفيض المهور إلى هذا الحد الذي يحلم به بعض المدللين من الشباب فيقولون أن عشرين ألف ريال كثيرة.. إن هذه الدعوة سلاح ذو حدين قد يستعمله هذا النوع من الشباب ضد الفتيات استعمالا خاطئا فيكثر لدينا عدد المطلقات وتندم ولات ساعة مندم.

أجل يجب أن نسهل الزواج لصالح الطرفين وليس لصالح طرف واحد فقط ونضيع حقوق الطرف الثاني لنسهل الزواج بترك التقاليد السخيفة والمباهاة الزائفة.. أما المهر فلا.. فإرخاص مهر المرأة إرخاص بقيمتها المعنوية ولنتذكر رد تلك المرأة على سيدنا عمر بن الخطاب عندما أراد تحديد المهور واحتجاجها بالآية الكريمة "وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منها شيئا، أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا" فلم يسع عمر إلا أن يقول "أخطأ عمر وأصابت امرأة" وصرف النظر عن الفكرة... ومرة أخرى رفقا بالآباء والبنات أيها الناس، فلا تميلوا كل الميل.

معلومات أضافية

  • العــدد: 39
  • الزاوية: كل اسبوع
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: عكاظ

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا