القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 171 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الثلاثاء, 09 أغسطس 2011 15:30

أيها الآباء.. وأيتها الأمهات

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

تذكرت وأنا أستمع إلى رنة الأسى والحزن في حديثها الهاتفي بعد منتصف الليل ومدى القلق النفسي الذي يسيطر عليها في تلك الساعة المتأخرة.. تذكرت قصة تلك المرأة التي انسل صوتها من بيت من بيوت المدينة المنورة إلى مسامع الخليفة الراشد أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب وهو يتفقد شئون رعاياه في الليل وهي تقول:

تطاول هذا الليل واسود جانبه

وأرقني ألا حبيب ألاعبه

هو الله لولا الله والدين والحياء

لزلزل من هذا السرير جوانبه

تحدثت إليّ في منتهي الحياء وبروح العفة والنقاء عن المأساة التي يعيشها كثير من الفتيات في هذا الزمن ونحن لاهون غير مكترثين بالعواقب التي حذرت منها تلك الفتاة البدوية في صدر الإسلام يوم كان الدين عميقا في القلوب والحياء غالبا على المرأة وأخلاق الرجال أنقى وأطهر فكيف بفتاة هذا الزمان التي تحيط بها الفتن من كل جانب وتتجاذبها الأهواء إلى كل صوب.

والمشكلة هي المشكلة منذ ذلك الزمن الطويل حتى يومنا هذا هي "الزوج" وما يضفيه على الحياة من سعادة "والجنس" وما يمكن أن يؤدي إلى إخلال بالدين والأخلاق إذا حبس ثم انفجر.

قلت: ماذا أسهرك إلى هذا الوقت؟! قالت: القلق النفسي.. والعمر الذي يمضي وإن كان الأمل في الله ما زال راسخا. قلت وما الذي دفعك إلى اختياري وفي هذه الساعة؟! قالت: ما سمعته عنك وما قرأته لك عن قضايا المجتمع.. وأي قضية في المجتمع أهم من هذه القضية التي طرحتها عليك؟ إنهم آباؤنا وأهلونا الذين يمنعنا حياؤنا وخلقنا وديننا أن نتمرد عليهم وانصرافهم عن تحسس مشاعرنا في هذا الخضم المضطرب من شدة الجذب واندفاع الأمواج والفتن التي أصبحت كقطع الليل المظلم. إنهم يريدون مظاهر لا تهمنا ولا نريدها بل نحن مع تلك الإعرابية الزوجة التي ضاقت بالرفاهية والقصور وناعم الحياة في رحاب الحجاج بن يوسف فراحت تنشد:

لبيت تخفق الأرواح فيه

أحب إليّ من قصر منيف

ولبس عباءة وتقر عيني

أحب إليّ من لبس الشفوف

يريدون "شبكة" ثمينة، وعلب حلوى فاخرة، وقصر أفراح منيف، ومفروشات راقية وفساتين زاهية وحفلات يدعون لها من هب ودب ومغنيات – يعلم الله أن بعضهن ينعقن كالبوم.. وو.. إلخ.

فإذا لم يتحقق ذلك كله فليذهب العريس من حيث أتى ولكن بمعاذير أخرى، أما مطالبنا نحن – أو على الأصح مطلبنا نحن وهو الزوج الصالح ورفيق الحياة الأمين الذي إذا أحبنا أكرمنا وإذا كرهنا لم يظلمنا – كما وصفه الرسول – فهذا ليس موضع تفكيرهم وأما الإحساس بنا ومشاعرنا وقلقنا فذلك شيء ثانوي.

قلت: معك حق – يا بنيتي – ولقد بح صوتي وصت العشرات غيري من نقد هذه الأوضاع ولكننا نصرخ في واد بل نرى الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ ولا أكتمك إننا نضطر للمجاراة وننقاد لتحقيق هذه المطالب أو على الأصح السخافات تحت تأثير ضغط الحموات من أم الزوج أو أم الزوجة وهن لا يدرين ولا يدركن مدى الأضرار التي تلحق بفلذات أكبادهن من بنين وبنات وماذا يعانون من جراء ذلك وما يصاب الوطن من بلاء لا أستطيع ذكره مما يقع تحت سمعنا وبصرنا.

قالت: شكرا لك لقد نفست عني إذ وجدت من يحس بإحساسي ويشاركني الرأي ولو بالكلام فقط ولا أطمع منك في أكثر من أن تذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين وجزاك الله خيرا والآن سأنام مستسلمة لقضاء الله وتصبح على خير. قلت: أما أنا فقد طار النوم من عيني فسامحك الله.. وأنت من أهله.

وها أنا أيها الآباء والأمهات في كل مكان من بلادنا الحبيبة أضع الحقيقة بأمانة تحت نظركم صارخا: "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منك خاصة " بل تغشى كل المجتمع فيسروا ولا تعسروا وثقوا أن سعادة أولادكم وسلامة مجتمعكم والحفاظ على دينكم وخلقكم هو ثمرة هذا التيسير فإذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه.. والله الموفق.

معلومات أضافية

  • العــدد: 41
  • الزاوية: كل اسبوع
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: عكاظ

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا