الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا
"إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم" صدق الله العظيم.
وأي حرب وأي فساد أقذر من حرب تشن في بلد آمن يحتضن في أيام الحج أكثر من مليون مسلم جاءوا من أقصى الشرق والغرب ليقضوا تفثهم وليوفوا نذرهم وليطوفوا بالبيت العتيق؟
أي حرب وأي فساد أقبح من متفجرات توضع على طريق مثل هؤلاء الحجاج العزل جاءوا إلي حرم الله وقلوبهم مطمئنة ليتعرضوا إلي نفحات الله في أقدس بقعة ويمضوا ليلهم ونهارهم في عبادة الله يتفيأون ظلال هذا الأمن الوارف الذي حققه الله لهذه البلاد وأنذر من يرد فيه بالحاد بظلم أن يذقه العذاب الأليم.
وهل يمكن أن يقدم على مثل هذه الجريمة الشنعاء من في قلبه ذره من إيمان أو حتى من خلق أو إنسانية؟!
لقد حرم الله في هذا البلد قتل الحيوان واقتلاع النبات فكيف استباح هؤلاء الضالون ومضللوهم وكلهم يدعي الإسلام ويحسب على المسلمين وكيف طاوعتهم أنفسهم أن يجرؤوا على قتل وجرح الأبرياء الآمنين بحرم الله.
كيف استساغت عقولهم أن يقدموا على هذه الجريمة ويلقوا بأنفسهم وغيرهم إلي التهلكة بمبرر سخيف أدخلوه في روعهم هو مجرد زعزعه الأمن وإظهار هذه البلاد عاجزة عن حماية حجاج بيت الله؟!
وهل صور لهم خيالهم المريض أنهم بهذا العمل الإجرامي قادرون على أداء هذه النذالة وزعزعة هذا الأمن الذي أصبح حديث الركبان في كل أنحاء العالم منذ عشرات السنين عندما أرسي قواعده موحد الجزيرة العربية ومؤسس هذه المملكة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه على قواعد متينة.. وأسس قويمة هي شريعة القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
ألم يعلموا أننا هنا نطبق شرع الله ولا تأخذنا فيه لومه لائم.. ألم يفكروا أن الله لا يجب الفساد وأن عينه لا تنام وأنه هو الذي جعل هذا البيت مثابة للناس وأمنا..وكفل ذلك لساكنيه وزائريه ومن أوفي من الله عهداً؟!
إن هذا المصير الذي لقيته هذه العصابة هو جزاء الدنيا فقط وفي الآخرة لهم عذاب عظيم.
إنه عبرة وموعظة لكل من تسول له نفسه الإضرار بأمن هذه البلاد والإساءة إلي ضيوفها من الحجاج وهو في الوقت نفسه فضيحة كبري لأولئك الذين دفعوهم إلي ارتكاب هذه الجريمة في الشهر الحرام والبلد الحرام.
نرجو أن تكون هذه المأساة هي خاتمة التآمر وإضمار السوء لهذه البلاد التي نذرت نفسها لخدمة الإسلام والمسلمين في كل مكان وتوفير وسائل الراحة والأمن والطمأنينة لضيوف الرحمن.. فهل يعتبرون؟!.. والله المستعان.
معلومات أضافية
- العــدد: 29
- الزاوية: كل يوم إثنين
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.