اتسعت مكة وامتد العمران إلى أطرافها وانتشر سكانها هنا وهناك وما زال امتداد العمران مستمراً ولكن الناس ما زالوا يفضلون السكن وسط مكة ويصرون على البقاء داخلها ولو اقتضى الأمر أن يتسلقوا الجبال ويسكنوا المرتفعات لا لشيء إلا لصعوبة المواصلات وعدم انتظامها بل لعدم وجودها في بعض المناطق كلياً. إن كثيراً من العمارات التي أقيمت حديثاً في أطراف مكة ما تزال خالية من السكان رغم وصول الماء والكهرباء إليها بسبب فقدان المواصلات إليها. لقد كنا فيما مضى نتعلل في عدم السكن بأطراف مكة بعدم وصول الماء إليها، وعندما جاءت الكهرباء وجدنا علة أخرى نتعلل بها، أما الآن فقد وصل الماء والكهرباء إلى كل هذه الأطراف ولم يبق أمامنا إلا عقبة واحدة هي عقبة المواصلات فإن من لا يملك سيارة لا يستطيع أن يسكن بعيداً عن قلب مكة... وفي رأينا أن أمانة العاصمة هي المسئول عن إزالة هذه العقبة التي لن تحمل ميزانيتها شيئاً. ولا حاجة إلى انتظار التصديق على موازنة مشاريعها ولن تكلفها أكثر من وضع مشروع منظم مدروس لربط جميع أنحاء البلدة وأطرافها بمواصلات ثم عرض هذا المشروع بالمناقصة على شروط وأسس تضمن مصلحة من يتعهد القيام بهذا المشروع والجمهور المستفيد من هذه المواصلات. لقد رأى السعوديون كيف تنتظم المواصلات في مصر ولبنان مثلاً، وكيف يستطيع من في أقصى مصر الجديدة أن يصل إلى أقصى مصر القديمة بملاليم معدودة بفضل المواصلات العامة وهي مسافة لا يستطيع الواحد منا أن يقطعها بالمواصلات الخاصة بعشرات الريالات... وقد رأى السعوديون أيضاً كيف تظل المواصلات العامة عاملة هناك منذ الصباح الباكر إلى ما بعد منتصف الليل واهتمام الشركات التي تتعهد هذه المواصلات وتتنافس عليها بمظهر حاملاتها ومخبرها. وقد بدا لى منذ عدت قريباً من رحلتي إلى مصر وسوريا ولبنان وتمنيت أن تكون لنا مواصلات عامة مماثلة أو مقاربة – أن أضع تحت أنظار أمانة العاصمة مشروعاً لهذه المواصلات قابلاً للدراسة والتعديل لعلها تقدم على دراسته وتنقيحه تمهيداً لاستصدار الموافقة على تنفيذه كعمل جليل يذكر لها بالخير دائماً...

أولاً: تربط جميع أطراف مكة بخطوط أتوبيس كالآتي:

أ- خط رقم (1) ويبدأ سيره من أجياد فشارع الملك سعود فالشيكة فحارة الباب فجرول فالزاهر وينتهي عند السجن العمومى بالشهداء ثم يعود من نفس الطريق.

ب- خط رقم (2) ويبدأ من أجياد فالمسفلة فقوز المكاسة فشارع المنصور فحي النزهة وينتهي عند مصانع باحمدين ثم يعود من نفس الطريق.

ج- خط رقم (3) ويبدأ من أجياد فالشبيكة فحارة الباب فجرول فالعتيبية فالحجون فالمعلاة فسوق الليل وينتهي بأجياد من حيث بدأ.

د- خط رقم (4) ويبدأ من الغزة فسوق المعلاه فالمعابدة إلى منى عن طريق المدرج ثم يعود في نفس الطريق.

ﻫ- خط رقم (5) ويبدأ من الغزة فالحجون فالعتيبية فجرول فالباب فالشبيكة فشارع الملك سعود إلى الغزة.

و- خط رقم (6) ويبدأ سيره من جرول فقلم المرور فالشيسى وبحرة وأم السلم إلى جدة ثم يعود في نفس الطريق ويكون سير هذا الخط في ساعات محددة معروفة للجمهور لينتقل عليه جنود المرور المنتشرون في طريق جدة وسكان الطرق والموظفون بها وتوضع له تعريفة خاصة للاعتقال من محطة إلى محطة كنصف ريال من مكة للشيسى وريال من مكة إلى بحرة ونصف ريال من الشيسى إلى بحرة وهكذا.

ثانياً: يحدد عدد الخطوط الكافية من كل رقم. على ضوء إحصاءات تؤخذ من الشركات القائمة الآن بالمواصلات.

ثالثاً: تحدد أجرة النفر على أساس درجتين أولى وثانية على نفس الطريقة المعمول بها في مصر.

رابعاً: تظل المواصلات مستمرة طيلة النهار منذ الفجر الباكر حتى الساعة الرابعة ليلاً على الأقل ويتناوب على السيارة أكثر من سائق وأكثر من كمساري كالمعمول به في البلاد العربية الأخرى.

خامساً: يكون ثمن التذكرة من الدرجة الأولى ربع ريال وفي الدرجة الثانية ثلاثة قروش من محطة القيام أو المحطات التي تليها إلى جرول أو المعابدة أو المسغلة فإذا كان الراكب يريد أبعد من ذلك ولو بمحطة واحدة يضاعف ثمن التذكرة.

سادساً: يمنح امتياز هذه المواصلات إلى شركة واحدة فقط لمدة ثلاث سنوات بمواصفات وشروط تضمن انتظام المواصلات وسهولتها ويلغى الامتياز في حالة الإخلال بشرط من الشروط على أن تكون هذه المواصلات تحت مراقبة أمانة العاصمة الشديدة .

سابعاً: تمنح الشركة التي تتعهد هذه المواصلات امتياز نقل جنس واحد من الحجاج كالمصريين مثلاً بين مكة وجدة فقط كمساعدة لها لسد ما يحتمل أن يصيب وارداتها من عجز في بعض الخطوط الضعيفة الإيراد.

هذا مشروع مختصر لما أرى أن تنظم على أساسه المواصلات العامة في مكة ويمكن تطبيقه مع شيء من التعديل في الرياض والمدينة وجدة والطائف وبقية مدن المملكة الهامة بالتدريج. وأرجو أن تتوفر أمانة العاصمة على دراسته وإعداده للتنفيذ وعرضه على الجهات المسئولة للإذن بالتنفيذ والله الملهم للصواب.