بسم الله
بسم الله يصدر العدد الأول من حراء. ومن الله نستلهم الرشد فيما ندعو إليه ونعمل له. وبه نستعين على أداء هذه المهمة الشاقة. في غار حراء على علو جبل النور بمكة كان عليه الصلاة والسلام يتعبد الليالي الطوال استعداداً للمهمة العظمى التي نيطت به فيما بعد وهي مهمة الرسالة. رسالة الإسلام. والذين قدر لهم أن يصعدوا هذا الجبل ويروا موقع الغار فيه ويقدروا المشاق التي يتحملها الذاهب إليه يستطيعون إدراك أى ترويض روض محمد نفسه عليه استعداداً لهذه الرسالة التي تحمل الكثير الخطير في سبيل أدائها فقد كانت هذه الرياضة. رياضة التعبد في حراء من أشق الرياضات التي هيأت محمداً – عليه الصلاة والسلام – لتحمل أعباء الرسالة والصبر على أقسى المشاق في سبيل أدائها. وفي هذا الغار. وفي لحظة مباركة جاء جبريل عليه السلام إلى محمد – صلاة الله عليه وسلامه – بأولى آيات الوحى وكانت: (اقرأ.. باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم). فكان ذلك إيذاناً بانتشار الإسلام. ذلك النور الذي شع من هذه القطعة من الأرض شعاعه الأول وظل يشع هنا وهناك من أرض المعمورة يرسى فيها دعائم السلام ويبث روح العدل ويقيم الوشائج بين الناس على أسس من الفضيلة والمحبة. وقد وقع اختيارنا على اسم «حراء» لجريدتنا الفتية تيمناً بهذا الاسم الذي بدأ منه إشعاع ذلك النور الإلهي. وهدفنا الأول من إصدارها هو نشر الوعي الإسلامي والقومية العربية بين الشباب السعودي تأسياً بعاهلنا العظيم إمام المسلمين الذائد عن حياض الإسلام الباذل في سبيل إعلاء كلمة الله؛ بالغوالى الثلاث: النفس والمال والولد. أما هدفنا الثاني فهي الدعوة إلى الإصلاح في كل مرفق من مرافق حياتنا العامة بالكلام الناصح والقول الحسن ونحن واثقون أن المسئولين عندنا لن يضيقوا ذرعاً بما سنوجه الأنظار إليه مما يستدعى الإصلاح وما ستقدمه إليهم من مطالب تهدف إلى الإصلاح ويقيننا أنهم سيفسحون لنا من صدورهم ويتجاوبون معنا ما داموا مؤمنين أننا جميعاً في الهدف سواء. وفي بلادنا نهضة علمية وعمرانية واقتصادية وزراعية وصناعية. ومن واجب الصحافة التعريف بهذه النهضة، لاسيما وإن كثيراً ممن لم يقدر لهم زيارة هذه البلاد يعتقدون أننا نعيش في الجبال. وتصحيح هذه الصور في الأذهان وإظهار الحقائق هو هدفنا الثالث . هذه هي أهدافنا الكبرى. أما وسائلنا لتحقيق هذه الأهداف فإننا سنوضحها في أعدادنا القادمة إن شاء الله.
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.