الشيء بالشيء يذكر
إثر رثائي لفقيد التربية والتعليم الأستاذ عبد الله خوجه مؤسس مدرسة النجاح الليلية أول مدرسة لمحو الأمية في هذه البلاد تلقيت رسالة من مدير المدرسة الحالي تقطر حزنا وأسى على ما أصبحت تعانيه هذه المدرسة الرائدة نتيجة لتناسى بعض الناس الطيبين الذين كانوا يمدونها بالعون ثم تخلوا عنها ولست في حل من ذكر أسمائهم فما على المحسنين من سبيل ولكن الذكرى تنفع المؤمنين راجيا أن يكون في هذه الكلمة تذكيرا لهم ليعودوا إلى مواصلة الخير في هذا الشهر الكريم.
أما أهل مكة المكرمة الذين يعرفون قصة هذه المدرسة وكفاح مؤسسها من نصف قرن وجهاده في تعليم الصغار والكبار في المدرسة التحضيرية ودار الأيتام ومدرسة النجاح الليلية وخاصة أولئك الذين تتلمذوا عليه فإن له عليهم حقا هو أن يتذكروا ذلك فيذكروا هذا الرجل- رحمه الله – ومدرسته ولو في السنة مرة واحدة: في شهر رمضان على الأقل فيبعثوا لها ما تجود به نفوسهم – قل أو كثر – ضمنا لإستمرارها في أداء رسالتها فقد قيل "إن من بني مدرسة يكون قد أغلق سجنا" وأعوذ بالله أن تقفل هذه المدرسة في هذا البلد الكريم الملئ بأهل الخير ليس في مكة المكرمة وحدها بل في كل أرجائه ممن قامت على أكتافهم هذه الجمعيات الخيرية على مختلف أنواعها تمد المحتاجين والمرضى والمعوقين والمساجين بمساعداتها السخية تحدثا بنعمة الله وطالبا لثوابه.
إنني أنتهز فرصة الشهر الكريم شهر الخير والبركة فأذكر أهل الخير والبركة بهذه المدرسة ومؤسسها الذي تركها أمانة في أعناقنا جميعاً ومن حقه علينا وقد أفضي إلى ما قدم أن نحرص على بقائها وإستمرارها فما أعظم سعادته بذلك وإحساسه بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
معلومات أضافية
- العــدد: 48
- الزاوية: كل يوم إثنين
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.