أمران غريبان
أجل – والله- أمران غريبان يحزن لهما القلب وتدمع العين أما الأمر الأول فهو هذه الاهتمامات والمبادرات التي تأتي من الدول الأوروبية ولا تأتي من جامعة الدول العربية بالأوضاع المتردية والخطرة في لبنان فهل يصح أن تقف المجموعة العربية من هذا الوضع موقف المتفرج بإستثناء إهتمامات خادم الحرمين الشريفين والتي يفترض أن تتلوها إجتماعات ولقاءات لإنقاذ لبنان بعد أن طلب المتنازعون من الدول العربية تدخلها لإنقاذ الوطن من مخاطر التقسيم والتمزق.
فبماذا يفسر موقف الدول العربية هذا وما هو تعليله في الوقت الذي نقرأ فيه عن مبادرات واقتراحات وتدخلات من فرنسا ومجموعة الدول الأوروبية.
الأمر الثاني الديمقراطية التي يتشدق بها العالم ونقرأها ملحقه في تسمية بعض الجمهوريات أين هي الديمقراطية في نكبة لبنان ولا أقول قضية لبنان فلم تعد المسألة قضية بل أصبحت كارثة دمرت البلاد وشردت العباد وراح الأخ المسلم يقتل أخاه المسلم كالذي يجري بين ميليشيات لبنان المتناحرة أين هي الديمقراطية؟ لماذا يتمسك بعض الأطراف بمنع النواب من عقد اجتماع مجلس النواب لاختيار رئيس الجمهورية بالأغلبية إذا تعذر الاتفاق على شخص معين فمن يحصل على الأغلبية هو الذي يرأس؟ هل يصح أن تتحكم أية فئة بهذا الأسلوب السمج بمنع النواب بالقوة من الاجتماع لانتخاب رئيس لبنان بالأغلبية؟ ما الذي يمنع أن يرشح للرئاسة ثلاثة أو أربعة ومن يحصل على أصوات الأغلبية يصبح هو الرئيس وتنتهي هذه المأساة الدامية التي طال الأمد عليها ودمرت وطناً كان من أزهر الأوطان العربية اقتصاداً وعمراناً وحرية ونمواً مضطرداً؟؟ فهل يستيقظ ضمير زعماء لبنان ويستعملوا عقولهم ويدركوا الخسارة الفادحة التي لحقت بوطنهم والتي تتزايد يوماً بعد يوم إلى أن تقضي إلى ضياع الوطن ويتحقق مأرب العدو اللدود الذي يتربص بهم؟
وهل تدرك الجامعة العربية مهمتها ورسالتها في مثل هذه الظروف لتكون هي الأسبق من فرنسا وأوروبا كلها للتقدم بمبادرة ترضى الجميع ومن يبغي ويرفض الحق يجبر عليه بكل الوسائل وفي ظل الحل الديمقراطي فالحل الديمقراطي هو منوط بأهل الحل والعقد وهو الأغلبية وهذا هو الإسلام.
معلومات أضافية
- العــدد: 51
- الزاوية: كل يوم إثنين
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.