إلى معالي المشرف العام على الحج نقابة المطوفين
على أثر ما كتبته قبل أسبوع عن الشحاذين من الحجاج وما يلقاه المطوفون وغيرهم من عناء تلقيت عديداً من الرسائل الكتابية والشفوية وكلها تطلب إثارة بحث نقابة المطوفين الذي أثير في العام الماضي وكانت نتيجة الخروج عن البحث إلى شيء من المهاترات والكلام الفارغ الذي اضطرت الصحيفة إلى قفل الباب..
وعندما عرضت على رئيس التحرير إثارة الموضوع اعترض وذكرني بما انتهي إليه الأمر في العام الماضي واشترط للسماح بإعادة البحث ألا يخرج الباحثون فيه عن الموضوع وأن تناقش الأفكار والاقتراحات مناقشة علمية وأن تقرع الحجة بالحجة والرأي بالرأي ما دام الغرض الوحيد المصلحة العامة لا المصالح الشخصية..
وها أنا أعود للكتابة مرة أخرى وأتوجه بكتابتي إلى معالي المشرف العام على شئون الحج فهو وحده الذي يستطيع أن يعالج هذه المشكلة بعد أن أجمعت رئاسات المطوفين وهيئاتهم على الوقوف منها موقف المتفرج والاكتفاء بالحوقلة والحسبنة.
ليس من شك أن جميع المطوفون متفقون على عدم سلامة الوضع الحالي للعلاقة بين الحاج والمطوف وكلهم يشكو مر الشكوى من الحال وينشد الإصلاح والشيء الوحيد المختلف عليه هو الوسيلة إلى هذا الإصلاح.
ومن الأسباب التي أثارت حفيظة بعض المطوفين عندما بحثت المسألة في العام الماضي كلمة (نقابة المطوفين) فقد فهم أكثرهم بأن معنى ذلك هو توزيع الحجاج على المطوفين كتوزيعهم تماماً على شركات السيارات بجامع الشبه في التسمية فتلك نقابة السيارات وهذه نقابة المطوفين ولابد أن تكونا على نمط واحد..
وقبل العودة إلى بحث النقابة أعود فأكرر لهؤلاء وأولئك أن نقابة المطوفين غير نقابة السيارات وأن نقابة المطوفين ليس معناها توزيع الحجاج بالنفر أو بالمصلحة على المطوفين بل معناها الذي أرمى إليه هو إيجاد هيئة منظمة لشئون المطوفين تحمى مصالحهم ومصالح الحجاج في وقت واحد مع تنظيم شئونهم الداخلية وخلق رابطة قوية تحول بينهم وبين هذا التطاحن والتنافس الذي عاد عليهم بالخسارتين المادية والمعنوية – ولا أريد أن أشرح تفاصيل هاتين الخسارتين فالكل يعرفها جيداً – وتجعل الصلة بينهم صلة تواد وتراحم يعطف كبيرهم على صغيرهم وغنيهم على فقيرهم ورجالهم على نسائهم لا كما هي عليه الحالة الآن تنافر وتنازع ومشاكل وقضايا ومناقصات ومزايدات إلخ..
وعلى ضوء هذا الفهم أرجو ممن يريد الكتابة إلى أو إلى الصحيفة أو إلى معالي المشرف العام أن يكتب ويقترح ويعترض لا على الفهم السابق من أن ما ندعو إليه هو توزيع الحجاج.
يا صاحب المعالي..
إن المطوفين جميعاً يوجهون أنظارهم إلى معاليكم وكلهم أمل في أن تتفضلوا – رغم كثرة مشاغلكم – فتضيفوا إلى مشاغلكم هذه المشغلة التي طال انتظارهم لوضع حل لها وأن تعطوها شيئاً من رعايتكم واهتمامكم بتشكيل هيئة من عقلاء المطوفين – شيوخاً وشباناً – لدراسة الأوضاع القائمة ووسائل الإصلاح المنشودة وتقرير ما يرونه محققاً للمصلحة العامة والله الموفق والهادي سواء السبيل.
معلومات أضافية
- العــدد: 1953
- الزاوية: غير معروف
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.