توسعه المطاف
ليس من شك أن خادم الحرمين الشريفين سباق دائماً إلي العمل بما فيه الخير للمسلمين حيثما كانوا فضلاً عن حجاج بيت الله الحرام وضيوف الرحمن وزوار هذه المملكة الآمنة المستقرة من كل صوب..
والذي نعرفه – أن ما ذكر عن الزحام الشديد في المطاف أثناء أيام الذروة من أيام الحج المحدودة التي لا تتجاوز عدد أصابع اليدين فيه كثير من المبالغة بالإضافة إلي أن مصدر الضغط وسقوط بعض الحجاج على الأرض من الناحية الجنوبية للمسجد الحرام- أي ناحية الصفا- ليس الضيق ولكنه التصادم المحتوم بين الخارجين من المطاف بعد الانتهاء من الأشواط السبعة والداخلين إلي المطاف ممن يريدون البدء في الطواف وخاصة أولئك النوع من الحجاج من بعض الأجناس الذي يدخلون ويخرجون على شكل كتل بشرية متماسكة يكتسحون كل ما يتقابل معهم دون رأفة بضعيف أو كهل أو مريض ممن لا تنفع معهم أية توسعة.
كل ذلك في أيام محدودة معدودة لا تستحق مثل هذا التغيير في معالم المسجد الحرام الحالية التي جعلتها التوسعة الأخيرة على صورة رائعة الجمال متناسقة من الداخل والخارج والجو.
وقد تفضل خادم الحرمين الشريفين فأمر بتيسير الصعود إلي الدور الثالث بالمصاعد والسلالم المتحركة وانتهت مشكلة الزحام بحمد الله طيلة أيام المواسم باستثناء الأيام المعدودة التي أشرنا إليها..
إنني أتوجه بهذه الملاحظة إلي سمو وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا سمو الأمير نايف بن عبد العزيز راجياً من سموه التفضل مشكوراً بالتأكد من صحة ما أشرت إليه من تأثير أية توسعه جديدة للمطاف على المظهر الجمالي والمظهر العمراني والتاريخي للمسجد الحرام وعدم الحاجة إلي هذه التوسعة المقترحة التي ستكلف خزينة الدولة أموالاً طائلة، على أن يكتفي بإبعاد سقيا زمزم من المطاف إلي ركن المسجد الحرام الجنوبي الشرقي أو خارج المسجد الحرام ناحية باب على..
وإذا كان صحيحا سقوط عدد ضئيل من الطائفين في المواسم الماضية فليس ذلك ناشئاً عن الزحام ولكنه في الغالب نتيجة لوهن بعض الحجاج وبلوغهم من العمر عتيا وضعف احتمال أجسامهم لمواجهة تلك الكتل البشرية المتماسكة أو الفرار منها لابد أن يكون هناك زحام أو ضيق بل تماسك وتكتل خوفا من الضياع عن بعضهم بين كثرة الحجيج- والله من وراء القصد.
معلومات أضافية
- العــدد: 88
- الزاوية: كل يوم إثنين
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.