التحقيق القيم الذي نشرته جريدة الشرق الأوسط بتاريخ 27/4/1984م عن إنشاء مسجد (نانيتون) في وسط بريطانيا وحرص منشئه المحسن العربي على إنشائه على أفضل شكل وتبرعه بما يقرب من نصف مليون جنيه لإتمام هذا المسجد.

هذا التحقيق أثار في نفسي شجونا وأحزانا فقد كنت كلما زرت بلدا أوربيا أو بلدا أفريقيا أسمع شكوى مرة من الجاليات الإسلامية هناك من جراء تقاعس أثرياء المسلمين عن التجاوب مع الجاليات لإنشاء المساجد والمدارس في جمع التبرعات دون أن يتمكنوا من عمل شئ حتى ينقذهم الله بمحسن كبير يحقق أملهم وما أكثر من خابت آمالهم..

وتذكرت حلما كان من أحلام المسلمين في أيرلندا – أصليين ومغتربين – في أن يكون لهم مسجد كبير ومركز إسلامي عندما صليت معهم إحدى صلوات الجمعة في (فيلا) من دورين ضاقت بعددهم حتى راحوا يصلونها - أي الجمعة – على سلالم (الفيلا) ورصيف الشوارع وقد مضت عليهم سنوات وهم عاجزون عن تحقيق هذا الحلم رغم طوافهم سنويا بعدد من الدول لاستجدائها وشعوبها ولكن دون جدوى.

ورأيت أن أكتب عن محسن سعودي ومن مكة المكرمة لست في حل من ذكر اسمه لأنه أيضا لا يريد ذلك فبادر بالتبرع لهم بأكثر من نصف مليون جنيه وتحقق الحلم وقام المركز على أنقاض كنيسة اشتروها وحولوها إلى مسجد ومركز إسلامي ومكتبة ومدرسة ومساكن للطلاب وسوق لبيع اللحم المذبوح على الطريقة الإسلامية وقدر لي أن أصلي بهذا المسجد الجمعة بعد أن حقق الله أمل هؤلاء الأخوة في الإسلام على يد أخيهم المحسن السعودي فادعو الله معي أن يجزيه على ذلك أحسن الجزاء.

ولعل في رواية قصة هذا المحسن السعودي التي ذكرتها وقصة المحسن العربي الذي ذكرتها جريدة الشرق الأوسط تذكيرا لأمثالهم من أبناء الإسلام ممن أغدق الله عليهم نعمة ظاهرة وباطنة أن يسعوا للإنفاق على مثل هذه المشروعات التي ستعيد للإسلام مجده وصوته المرتفع لنشر مبادئه لخير الإنسانية والرد على محاولات ومكايد المبشرين..

وبهذه المناسبة اذكر أن هناك مشروعا مماثلا لدى مسلمي (ادنبره) في شمال بريطانيا ما زال يتعثر منذ سنوات لم تستطع التبرعات الفردية أن تحققه ليت أحدا مثل هذين المحسنين يتبني إكمال هذا المشروع فتتحقق على يديه الآمال..

والله الموفق..

صالح محمد جمال