اللصوص الوافدون
رحم الله الملك عبد العزيز موحد هذه المملكة ومحقق الأمن والأمان لحجاج بيت الله الحرام خاصة لكل سكان هذه المملكة عامة بفضل الله أولا ثم بحزم جلالته في إنزال العقوبة بالمجرمين حتى أصبح الأمن والأمان من سمات هذه البلاد وسارت بأحاديثه الركبان..
وكما تطور كل شيء في الدنيا تطور ارتكاب الجرائم ووسائلها وزادت بعض النفوس خبثا ومكرا وابتعادا عن الخوف من الله فبعد أن كان الحجاج يأتون إلى هذه البلاد التماسا لمغفرة الله ورضوانه وجد بينهم من يأتي ليسرق ويقتل وينشل ويؤذي ليرجع بالغنائم موزورا غير مأجور.
وقد قبضت قوات الأمن في السنوات الماضية على أعداد من عصابات النشل ومع ذلك راحوا يتزايدون عاماً بعد عام ليس في موسم الحج فقط بل وفي مواسم العمرة التي تتكرر في العام الواحد.
وآخر ما قرأته هو ما نشرته الصحف المصرية من إلقاء البوليس المصري القبض على عصابة نشل كانت تغادر مطار القاهرة في طريقها إلى هذه البلاد لأداء العمرة ظاهرا ونشل العمار والزوار والمواطنين باطنا..
عصابات النشل والسرقة التي تتخذ من الحج والعمرة ستارا لارتكاب جرائمها في الحرمين الشريفين وتنتهز فرصة الازدحام ووجود النقود في جيوب وأحزمة الحجاج والعمار.
هذه العصابات استفحل أمرها في السنوات الأخيرة وراحت تنظم نفسها وتتشكل من نساء ورجال وتضع الخطط والأساليب الجهنمية بحيث يتعذر القبض عليها بسهولة بل بلغت بها الوحشية أن تستعمل آلات حادة تصل إلى اللحم والعظم من الحاج البريء القريب ثم تتركه رهين المرض والهم والحزن وربما تسول ليستطيع أداء الحج.
والثابت قطعا وبدون أي شك أن هذه العصابات تأتي من الحجاج أنفسهم وتتخذ من الحج والعمرة – كما أسلفنا – وسيلة إلى تنفيذ جرائمهم..
أما السب – في نظرنا – لهذا الاستفحال فهو التسامح وضعف الأحكام التي تصدر على من يضبط..
فالتسامح يتمثل في عطف الحكومة عليهم وإنزالهم في السجون على الرحب والسعة ثم تصعيدهم إلى منى وعرفات معززين مكرمين آكلين شاربين يؤدون مناسك الحج وسط ثلة من الجند وكأنهم وفد كريم عزيز لا مجرمين أذوا بعض الحجاج وأفقروهم..
وضعف الأحكام هو الاكتفاء بسجنهم وترحيلهم بعد الحج ونحن نعرف أن تحقق شروط تنفيذ الحد صعب في مثل عمليات النشل ولكننا أيضا نعرف أن من حق ولي الأمر أن يضع عقوبة أشد من الحد من باب التعزير.. درءا للإفساد في الأرض فهل هناك إفساد أكثر من إشاعة النشل والسرقات في موسم الحج وترويع الحجاج بسلب أموالهم بل نفقتهم وتحويلهم إلى فقراء ومتسولين للحصول على نفقتهم حتى يعودوا إلى بلادهم..
إننا لا نعترض على أحكام القضاء فإنها تعتمد على نصوص وأحكام ولكننا نرجو ألا تأخذنا بهم رأفة.. ولا رحمة.. نرجو أن توضع عقوبة تعزير ولي الأمر لكل من يسرق أو ينشل حجاج بيت الله الحرام وفي الأرض المقدسة وتطبق على كل من يقبض متلبسا بهذه الجريمة ثم ترحيله في الحال وحرمانه من أداء الحج أو العمرة وذلك أقل جزاء له على ما اقترف من الإثم..
أما هذا الذي نعمله الآن فإنه يغريهم بالحج والعمرة كل عام مرة أو مرتين طالبا أنهم يحجون ويعتمرون ويرجعون إلى أهليهم فرحين محملين بالهدايا والأموال حتى ولو جرى القبض عليهم.
أرجو من وزارة الداخلية وهي التي تكافح الجريمة بكافة أنواعها أن تتفضل بدراسة هذا الاقتراح والله الموفق..
معلومات أضافية
- العــدد: 6614
- الزاوية: كل اسبوع
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: عكاظ
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.