البنوك والصناعة
عندما كنا صغارا كنا نقرأ عن بنك مصر ومشروعاته وصناعاته التي منها صناعات الغزل والنسيج والطيران وصيد الأسماك وشركات النقل البحري التي راحت بواخرها تمخر بحار العالم وغير ذلك من الشركات الاستثمارية التي أنشأها مؤسس البنك طلعت حرب حتى أصبح اسمه على كل لسان وذكراه خالدة على مر الزمان.
ولكننا الآن نرى عشرات البنوك عندنا تمتلئ صناديقها ببلايين الريالات ولا نقرأ ولا نسمع عن مشروع مفيد تبنته أو مصنع أنشأته أو عمل في صورة من صور رد الجميل لهذا البلد الذي تكدست في صناديقها الملايين من جيوب أبنائه.
وليت الأمر يقف عند هذا الحد بل أننا نسمع بين الحين والآخر نتائج مؤلمة للتنافس بينها على الإقراض وتوريط المواطنين المغامرين وما ينشأ عن ذلك من مشاكل وقضايا ولا شيء غير هذا ثم تشغيل فائض أموالها في بنوك خارجية والاعتماد على الربح المضمون دون عناء أو جهد ولو بسيط.
فهل هذه هي رسالة البنوك؟؟ أم أن عليها واجبا آخر هو تنمية اقتصاد البلاد وتنشيط التجارة بها وإقامة المنشآت الصناعية والمساهمة في الأعمال الخيرية واستثمار كل قرش من أموالها فيما يعود على البلاد واقتصادها بالخير والنفع؟؟
في نظرنا أن وزارة المالية والاقتصاد الوطني ممثلة في مؤسسة النقد بما لديها من كفاءات في عالم الاقتصاد من واجبها توجيه هذه البنوك الوجهة الصحيحة لخدمة اقتصاد البلاد في مختلف المجالات لا كنز الأموال والجري وراء الربح كيفما كان ومن أي طريق كان.
وبلادنا ما زالت في حاجة إلى الصناعات الكثيرة الضرورية للاستغناء عن هذا الاستيراد الذي يمتص أموالنا ويجعلنا ضحية الكثير من الخداع والاحتيال والبنوك – بما تكتنز من أموال أقدر على تأسيس شركات صناعية يساهم فيها المواطنون أيضا بمدخراتهم ويعمل فيها من يعمل منهم.
أليس ذلك أجدى وأفضل لتقوية الاقتصاد وتنمية الصناعة وفتح مجالات العمل أمام شباب البلاد من إيداع هذه الأموال في بنوك أخرى أو توريط بعض التجار وتشجيعهم على الاستيراد بالتسهيلات المعروفة التي تؤدي إلى خراب البيوت؟؟
أليس في مقدور البنك – أي بنك – الاستعانة بالخبراء أو الباحثين الاقتصاديين على دراسة الوسائل الاستثمارية في البلاد وتنفيذ أفضلها وأكسبها؟؟
إلى أخي المحرر:
ليس مهما عندي أن تشاركني الرأي أو لا تشاركني في الكثير من آرائي أو القليل منها فأنا أكتب للقراء وليس لمحرري الصحيفة ولا أرى مبررا لتحفظك الذي ذيلت به كلمتي السابقة فلم يقل أحد قط أن الصحيفة – أية صحيفة – يجب أن تتبنى كل ما ينشر بها من آراء لأنها دائما تنشر الرأي والرأي المضاد، ولو قال أحد بذلك لأصبحت الصحف إمعة، وقد عبرت عن رأيي وسقت الحجة وأقمت الدليل وضربت المثل فهل لديك حجة تقرع بها الحجة؟! تفضل والقراء هم الحكم.
المحرر:
نحن نحترم آراء الأستاذ صالح جمال.. ولكننا نعتقد أنه من حق الصحيفة أن يكون لها رأي فيما ينشر.. وبدلا من أن تحجب رأيه.. فإنها ترى أن لا بأس في نشره مع إبداء وجهة نظرها فيه.. فلماذا الغضب؟!
معلومات أضافية
- العــدد: 6733
- الزاوية: كل اسبوع
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: عكاظ
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.