لو غيرك قالها... يا أستاذ بهجت
الأستاذ أحمد بهجت كاتب مصرى معروف وصاحب أسلوب مميز يكتب دائما في جريدة الأهرام القاهرية وصحف الشركة السعودية للأبحاث والتسويق وفي ظني أنه قد زار بلادنا أكثر من مرة، عجبت وأنا أقرأ له كلمتين في صحيفة الأهرام قال في أولاهما:لم أفهم في البداية لماذا يعطلنا هذا الموظف الذي يبدو عليه النعاس والبيروقراطية ثم فهمت أنه يخشي لعدم وجود عقد معنا أو مطوف – إننا سننام على أحد أرصفة الميدان الفسيح الذي يقع أمام البيت الحرام وبدت لي الفكرة مضحكة وفكاهية. ثم اردف - أي الأستاذ بهجت - ومضيت أزعق في وجه الموظف أننا أناس محترمون ولسنا ممن يفترشون الأرصفة وكنت أرغي وأزبد وأخبط بيدى على مكتبه ويبدو أن التمثيل كان متقنا فاقتنع الرجل نصف إقتناع وسمح لنا أخيرا بالمرور بعد أن أمر السائق بتحويل جوازاتنا إلي المؤسسة التجريبية وكان هذا يعني مزيدا من ضياع الوقت والجهد ".
هذا ما كتبه الأستاذ أحمد بهجت وليته لم يفهم هذا الفهم الخاطئ ولا أن يتصور هذا التصور إلا بعد ما يكون عرف الحقيقة فالموظفون القائمون على مداخل مكة المكرمة لتوجيه الحجاج إلي مساكنهم رأساً والي مكاتب خدمتهم ورعايتهم هم من الرجال المجندين في مختلف المجالات لخدمة الحجاج وتسهيل وصولهم إلي مساكنهم بدلاً من الضياع الحقيقي بين شوارع مكة المكرمة وأزقتها، جندتهم مؤسسات الطوافه لهذه الغية النبيلة وإذا كأن الأستاذ أحمد بهجت بحكم تردده على مكة المكرمة من قبل أو معرفته بموقع سكناه مسبقا ليس في حاجة إلي مثل هذا التوجه فإن مئات الآلاف نعم مئات الآلاف من الحجاج في أمس الحاجة إلي مثل هذا التوجيه ولا يستطيع موظفوا التوجيه هؤلاء أن يميزوا بين حاج وحاج فالكل ضيوف الرحمن أما تهمة البيروقراطية التي ألصقها بهم الأستاذ بهجت فلا أظن أن أحد يوافقه عليها فكلهم من أوساط الشعب السعودي ويعملون بتواضع جم ولعل الأستاذ بهجت وصل إليهم في وقت متأخر من الليل وهم مرهقون فأدرك أحدهم أو بعضهم النعاس ولا أطن هذا عيبا طالما أنه يؤدى عمله كما يجب حتى يأتي من يخلفه ليتسلم منه العمل.
أما ظن الأستاذ بهجت أن الموظف خشي من أنهم سينامون على أحد الأرصفة فهذا ليس وارداً مطلقاً في ذهن الموظف و لا تفكيره وليست مهمته أيضاً بل أن مهمته هي معرفة السكن بمكة لا أقل ولا أكثر لخدمة الحاج وإيصاله إليه دون عناد..
وإذا صح أن الموظف بدا عليه التعب والإرهاق النفسي وربما فارقته البسمة التي كانت تخيم على وجهة طيلة فترة عمله فإنها بلا شك نتيجة لما يلقاه من أمثال الأستاذ بهجت ممن يسيئون فهم هدفه الخير ويزعقون فيه ويرغون ويزبدون، إذا كان هذا هو ما صدر من الأستاذ بهجت فماذا عساه أن يصدر من أصناف الحجاج من مختلف الطبقات والعقليات والجنسيات؟
أما إحالة الحجاج وجوازاتهم إلي المؤسسة فهذا هو التنظيم الموضوع لاستقبال الحجاج بمكة المكرمة في مثل هذه الحالة لأن المساكن المعدة للحجاج هي بمعرفة المؤسسة أو ما كانوا ضمن حجاج البعثات وشركات السياحة والجمعيات ممن يحضرون قبل موسم الحج ويستأجرون المساكن وحينئذ توجههم المؤسسة إلي مساكنهم طالما رفضوا التوجيه إلي مراكز الاستقبال كما فعل الأستاذ بهجت وزعق وشخط وخبط المكتب بيديه.
وهكذا يرى الأستاذ بهجت أن ما أجراه هذا الموظف هذا الإجراء السليم وليس فيه ضياع للوقت والجهد كما توهم بل الضياع كل الضياع لو أنه تركهم يسيحون في أرجاء مكة المكرمة الواسعة بحثاً عن السكن أو المكتب الذي سيتولي خدمتهم ورعايتهم فأراد أن يتحقق من الجهة التي ينتمون إليها ليبعث معهم رسولاً خاصاً وعلي حساب المؤسسة ليوصلهم إلي مسكنهم حرصا على الوقت والجهد لا ضياعاً له وخاصة أن الأستاذ بهجت اعترف في نفس الكلمة أنه وصل إلي مدخل مكة في الثانية والنصف بعد منتصف الليل وأنه يريد حجز غرفه في فندق مكة أي أنه غير حاجز ولو أنه صرح للموظف أنه يريد التوجه الي فندق كذا لما تردد في إرساله إليه رأسا لأن للمؤسسة مندوبين خاصين في الفنادق يستقبلون الحجاج بها ويشرفون على رعايتهم أيضاً.
وهكذا يرى الأستاذ بهجت أن فهمه هو الذي أوحي له بهذا الكلمة وليست الحقيقة التي أوضحتها. وإلي الأسبوع القادم للتعليق على كلمة الأستاذ بهجت الثانية.
معلومات أضافية
- العــدد: 105
- الزاوية: كل يوم إثنين
- تاريخ النشر:
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.