القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 169 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الأحد, 07 أغسطس 2011 12:44

العلاقة بين الزوجين

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

 

 من مميزات الإسلام التي جعلته خير الأديان، أنه لم يدع شأناً من شئون الإنسان الاجتماعية إلا ونظمه تنظيماً صالحاً لكل زمان ومكان، فقد نظم العلاقة بين الإنسان وربه على أساس اليسر والتسامح وبين الإنسان والدولة على أساس الطاعة والتعاون؛ وبين الإنسان وزوجه على أساس الرضا والتواد، وبين الإنسان وأخيه الإنسان على أساس التساوي في الحقوق والواجبات، وبين الإنسان والحيوان على أساس الرحمة والعطف، بل ذهب في تنظيم العلاقة إلى حد أبعد فنظمها بين الإنسان ومخالفه في الدين والعقيدة على أساس الرعاية والحماية. وحديثنا اليوم - يبسط العلاقة بين المرء وزوجه كما نظمها الدين الإسلامي أقتبسناه من تعاليم الإسلام وحياة نبيه عليه السلام. لقد أثبتت التجارب أن قوانين الزواج والطلاق في الإسلام هي أصلح قوانين عرفتها الإنسانية في تاريخها القديم والحديث، بل نرى كثيراً من أقطاب التشريع في العصور الحديثة قد آمنوا بفساد ما وضع من قوانين أخرى لتنظيم العلاقة بين الزوجين فنبذها واستبدلوها بقوانين الإسلام. فلنستمع أولاً إلى بعض آيات الله البينات الخاصة بالزواج والطلاق: «فانكحو ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة » «وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم أحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً. أتأخذونه بهتانا وإثماً مبيناً»؟! «الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض، وبما أنفقوا من أموالهم، فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله، واللاتي تخافون نشوزهن، فعظوهن، واهجروهن في المضاجع، واضربوهن، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً». «الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، ولا يحل لكم أن تأخذوا مما أتيتموهن شيئاً إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله، فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به، تلك حدود الله فلا تعتدوها، ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون». بهذه الآيات الكريمات حدد الإسلام علاقة الزوجين وكيف يوثق رباط هذه العلاقة ومتى يفصم، وحق الزوج على الزوجة، وحق الزوجة على الزوج، ومع ذلك فإن الإسلام لم يدع قضية الزوجين قضية تخضع لأنظمة وقوانين قد يستعصى تطبيق هذه الأنظمة والقوانين على بعض المشاكل الزوجية، لم يدع هذه القضية الهامة، تقف أمام النصوص والمواد والعقول الضيقة بل أتاح للزوجين فرصة التحكيم، التحكيم الذي أصبح الحل الوحيد لمشكلات العالم الكبرى في القرن العشرين، هذا التحكيم جاء به الإسلام قبل أربعة عشر قرناً لحل مشكلات الأسرة، أسرة البيت التي هي صورة مصغرة لأسرة العالم المكونة من دوله؛ فأخذه أساطين الفكر ودهاقنة السياسة يحلون به قضاياهم المستعصية على الحل. نقول أتاح الإسلام للزوجين فرصة التحكيم، لعل لباقة الحكمين تستطيع أن تقرب وجهات النظر فترضى غرور الزوج، وتجبر وانكسار الزوجة - أو بالعكس - فيكون الوفاق المشاد على التفاهم الكامل؛ أو الفراق الذي ليس منه بد وفي ذلك يقول الله تعالى: «وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله، وحكماً من أهلها؛ إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما إن الله كان عليماً خبيراً». هذا ما اقتبسناه من القرآن الكريم، فلنستمع الآن إلى شيء من برنامج حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم-. قالت عائشة - رضي الله عنها - تصف النبي - عليه السلام-: كان ألين الناس ضحاكاً بساماً. كما ثبت من سيرته أنه لم يطلق زوجة من زوجاته ولم يضرب واحدة منهن قط بل عاب ضرب النساء وندد بمن يضربهن شر تمديد قال - عليه السلام-: أما يستحى أحدكم أن يضرب امرأته. كما يضرب العبد، يضربها أول النهار ثم يجامعها آخره؟! والراجع إلى السيرة النبوية العطرة يجد أنه -عليه السلام- كان يساعد زوجاته في خدمة البيت، وحث الأزواج على ذلك بقوله "خدمتك زوجك صدقة" كما رغب إلى الرجل التجمل لامرأته والتزين لها في كثير من المناسبات إذ يقول: اغسلوا ثيابكم، وخذوا من شعوركم، وأستاكوا وتزينوا وتنظفوا فإن بني إسرائيل لم يكونوا يفعلون ذلك فزنت نساؤهم بل ذهب في مراعاة شعور المرأة إلى حد أبعد فقال: إذا جامع أحدكم أهله فليصدقها ثم إذا قضى حاجته فلا يعجلها حتى تقضى حاجتها. ثم لم يدع فرصة إلا حث فيها على إحسان معاملة الزوجة إذ كان يقول: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم اتقوا الله في الضعيفين: النساء والرقيق". وأخيراً فلنسمع إلى وصايته بالنساء في خطبة الوداع: "أيها الناس، إن لنسائكم عليكم حقاً، ولكم عليهن حق لكم ألا يوطئن فراشكم أحداً ولا يدخلن أحداً تكرهونه بيوتكم إلا بأذنكم، ولا يأتين بفاحشة فإن فعلن فإن الله أذن لكم أن تعظوهن؛ وتهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضرباً غير مبرح فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف؛ إنما النساء عندكم عوان، لا يملكن لأنفسهن شيئاً؛ أخذتموهن بأمانة الله؛ وأستحللتم فروجهن بكلمة الله فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيراً". هذا بحث موجز عن العلاقات الزوجية في الإسلام ونرجو أن تتاح لنا فرصة أخرى للحديث عن العلاقات الأخرى كما نظمها هذا الدين الديموقراطي بحق.

معلومات أضافية

  • العــدد: 1130
  • الزاوية: غير معروف
  • تاريخ النشر:
  • الصحيفة: البلاد

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا