مصحف مكة.. والشيخ محمد طاهر الكردي
كتب الأستاذ عبدالله رجب بهذه الصحيفة يتساءل عن أسباب حذف مطبعة مصحف مكة لإسم كاتبه الشيخ محمد طاهر الكردي الخطاط - رحمه الله - من المصحف، وكلنا نعرف كم بذل الشيخ الكردي من جهد في كتابة هذا المصحف كأول مصحف يكتب ويطبع في مكة المكرمة.
ثم قص علينا الصديق الأستاذ أحمد ملائكة قصة كتابة هذا المصحف وصاحب الفكرة، وهو الأستاذ الأديب محمد سعيد عبدالمقصود - رحمه الله - وما قطع في سبيله من خطوات غير أن المنية عاجلته قبل أن يحقق أمنيته.
وكيف أن الشيخ الكردي - رحمه الله - كتب هذا المصحف إبتغاء وجه الله ولم يتقاضى عليه أجراً فكيف يجازى بحذف أسمه منه؟! أجل إننا نتساءل مع الأستاذ عبدالله رجب، لماذا يحذف أسم الشيخ محمد طاهر الكردي من المصحف الذي كتبه بخط يده؟! ونحن ما زلنا نرى أسماء من كتب بعض المصاحف قبل الأستاذ الكردي ما زالت مثبتة على المصاحف التي كتبوها إعترافاً بفضلهم وإحياء لذكراهم وأي فضل أكبر من كتابة كتاب الله بذلك الخط الجميل؟!
وشكراً للأستاذ أحمد ملائكة الذي قص علينا ما كنا نجهله من مراحل التفكير في كتابة مصحف مكة وإخراجه إلى حيز التنفيذ وأصحاب الفضل في ذلك للحقيقة والتاريخ ووضعاً للحق في نصابه دون أن ينقص ذلك من فضل الشيخ محمد طاهر الكردي جزي الله الجميع خيراً.
وماذا بعد انهيار السد؟!
إنهار سد الغابة بالمدينة المنورة من أول أمطار هطلت هناك ولم يمض على إنشائه أكثر من ثلاث سنوات ونتجت عن ذلك خسائر في الأرواح والأموال.. هذا ما نشرته الصحف.. فماذا بعد ذلك؟
هل تذهب هذه الضحايا هدراً ؟! أم أن هناك تحقيق يجرى عن أسباب إنهيار هذا السد؟! ومن المسئول؟! وهل أمن المقصرون والمهملون العقوبة فأساءوا العمل واستهتروا بالأنفس والأموال؟
إننا نأمل أن يجرى هناك تحقيق دقيق ونزيه ثم يجرى إعلان نتائجه وعقوباته ليكون عبرة لمن يعتبر وإلا فإننا سنصحو بعد سنوات على كوارث لا يعلم عواقبها إلا الله.
بلى لنا عليه اعتراض
يقول الأخ الأستاذ محمد أحمد الحساني في كلمته بهذه الصحيفة أمس أنه لا إعتراض له على معاقبة رجال المرور لكل صاحب سيارة خاصة يحمل ركاباً من الشارع بحجة أن أنظمة المرور تمنع إستخدام السيارات الخاصة في النقل العام.
ونحن نوافق المرور على منع إستخدام السيارات الخاصة في النقل العام – أي بالأجرة – طالما أن النظام يمنع ذلك ولكننا نعترض على معاقبة من يعمل بوصية الرسول عليه الصلاة والسلام التي تقول: من كان له زاد من مركب فليجد به على من لا ركوبه له – أو كما قال – وهي صورة من صور الإسلام الخيرة بل الإنسانية فكيف يعاقب رجال المرور من يعمل الخير؟!
وعلى فرض أن النقل كان بأجرة فإن عدم توفر وسائل النقل – في نظرنا – يجيز تعطيل النظام أو التغاضي عنه في الظروف القاسية وليتصور الإنسان نفسه واقفاً في حمارة القيظ ينتظر أية ركوبة تنقذه ثم يجد سيارة خاصة لنقله ولا يجد غيرها فيقف نظام المرور عقبة في وجهه ويمنع صاحب السيارة من نقله!
ليست كل الأنظمة التي نقتبسها من أنظمة غيرنا جديرة بالأخذ بها – ومثل هذا النظام يتعارض مع تعاليم ديننا الذى يحث على عمل الخير ويقدم حسن النية على سواها (إن بعض الظن إثم) بالإضافة على روح الأخوة الإسلامية وكرم الطبيعة العربية.
فلنكن إلى أحسن الظن بإخوتنا أصحاب السيارات أقرب منه إلى سوء الظن بهم ولنحافظ على حسن المودة والإحسان في ما بيننا.
معلومات أضافية
- العــدد: 25
- الزاوية: في الاسبوع مرة
- تاريخ النشر: 1/8/1402ﻫ
- الصحيفة: الندوة
اترك التعليق
الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.