القائمة الرئيسية
بـحـــث
المتواجـــــدون الآن
يوجد حاليا 192 زوار المتواجدين الآن بالموقع
الاثنين, 15 أغسطس 2011 13:42

ماذا بعد كارتر؟

قييم هذا الموضوع
(0 تقيم)

لقد آن للعرب أن يحددوا عدوهم من صديقهم على ضوء المواقف الحقيقية لا المزايدات والخداع والتعلق بالأوهام وأن لهم أيضا أن يعيدوا حساباتهم ثم يوحدوا صفوفهم فلا تقدميين ولا رجعيين. ولكن عرب تجمعهم وحدة الدم والنسب وتربطهم وشائج الدين. دين الإسلام الذي يربط بين الأكثرية الساحقة من العرب بإخوانهم المسلمين في كل مكان. وقد ثبت من الأحداث الماضية وقوف أكثر الدول الإسلامية بجانب إخوانهم العرب.

آن لهم ترك المهاترات والمزايدات حفاظا على وحدة المصير وحماية لأقطارهم من التمزق الذي تعمل له الصهيونية ويساعدها الاستعمار بنوعيه الشرقي والغربي، الشيوعي والرأسمالي وفق خطة مرسومة وقد تزايدت الأخطار التي تحيط بهم وراء نفوذ قوى الاستعمار للإفساد بينهم تمهيدا لابتلاعهم واحدا بعد الآخر وهذه العبر أمامهم تتساقط واحدا بعد الأخرى. هذه في فم الشرق والأخرى بين أنياب الغرب والكفر ملة واحدة وليس في جهنم كوز بارد كما تقول الأمثال.

لقد سقط كارتر وفاز ريجان وشهاب الدين أسوأ من أخيه وقد كنا نجامل كارتر ونتوقع منه الخير وننتظر على يديه حل مشكلتنا رغم أنه كان صريحا معنا فكان يستعمل حق النقض في كل قرار لصالحنا ويقف إلى جانب عدونا جهارا نهارا دون حياء أو خجل ولعل أقرب موقف سئ، موقفه عندما كان هناك مشروع قرار بطرد إسرائيل من الأمم المتحدة، تهديده الأمم المتحدة بانسحابه منها إذا هي أصدرت مثل هذا القرار بصرف النظر عن ضربته الكبرى للعرب بإبرام اتفاقيات كامب ديفيد.

نحن لا ندعو طبعا إلى محاربة أمريكا (فرحم الله امرئ عرف قدر نفسه) ولكننا ندعو فقط للإضرار بمصالحها في محيطنا العربي كله باتخاذنا قرارا واحدا بالإجماع مهما كانت الظروف..

نقاطعها اقتصاديا، نسحب ودائعنا من بنوكها، نشتري سلاحنا من غيرها، ولا أعني روسيا ولكن دول أوروبا الغربية لأن روسيا ليست خيرا من أمريكا بل هي أسوأ وقد أثبتت التجارب الماضية أنها أخذت أموالنا ولم نستفد من سلاحها وهي في وقت الجد تتفق مع أمريكا ضدنا.

إن دولة أمريكا وسلطانها ونفوذها يقوم على الاقتصاد حتى إنتاج السلاح فلو استطعنا بالتكتل والوحدة ضرب هذه الدعامة لدفعنا أمريكا رغما عنها إلى التفكير وإعادة النظر في تحيزها المكشوف لعدونا، حتى يهود أمريكا فإنهم يهود واليهودي حيث كان عبد الدرهم وعبد الدينار عندما يشعر بتهديد مصالحه سوف يلعن سنسفيل دولة إسرائيل ولن يهمه أن تبقى أو تزول.

إننا لا نريد تهديدا ولا وعيدا؟ بل نريد قرارات دبلوماسية هادئة، تقول هذه القرارات نريد كذا وإلا سنعمل كذا مما هو في مقدورنا ونبلغ هذه القرارات بالطرق الدبلوماسية، والمهم ألا يكون في هذه القرارات لا تلميحا ولا تصريحا بأننا سنرمي أنفسنا في أحضان أية قوى أو أي معسكر لأن هذا الكلام أصبح مثار السخرية والهزء ولأن العملاقين متفقان ويسخران منا ويضحكان من تفكيرنا..

لقد ضرب كارتر قضية العرب الكبرى ضربة قاسية بانتزاع أكبر دولة عربية من الصف العربي فهل ينتظر حتى يتمكن ريجان من إنزال ضربة أخرى تمزقه شر تمزيق؟!

إن العذر الوحيد الذي اتخذت منه مصر مبررا لعقد اتفاقيات كامب ديفد هو هذا الصبر المميت الذي تحلى به العرب خلال أكثر من ثلاثين عاما دون أن يحرزوا تقدما بل تجرأت إسرائيل ولم تكتف بابتلاع فلسطين لقمة لقمة فمدت زراعها إلى أراضي عربية غالية وما زالت تطمع في غيرها.

إن مؤتمر القمة سيعقد دورته القادمة قريبا وحق عليه أن يكون في مستوى القمة فعلا وأن يكون له قرارات في القمة أيضا، قرارات تجعل الرئيس الأمريكي الجديد يحسب ألف حساب لمصالح أمريكا في البلاد العربية والبلاد الإسلامية أيضا، فإن كثيرا من البلاد الإسلامية ستنضم إلينا إذا توحدت كلمتنا وأصبحنا أهلا للتأييد والتعزيز.

لقد أصبح صبرنا جبنا، وحلمنا جهلا، وأن لنا أن نردد مع شاعرنا العربي القديم:

ولا خير في حلم إذا لم تكن له

بوادر تحمي صفوه أن يكدرا..

المسلمون والاضطهاد

منذ أن بدأت أقرأ وأفهم في السياسة الدولية أي قبل أكثر من ثلاثين عاما وأنا أقرأ ما تنزله بعض الدول بالمسلمين من اضطهاد وتشريد فلا يجدون من إخوانهم المسلمين في كل مكان وحكوماتهم أكثر من المشاركة الوجدانية والمساعدة المالية والاحتجاج بالكلام "وكفى الله المؤمنين القتال" منذ سنوات نحن نقرأ عن اضطهاد الفلبين لمسلميها، واضطهاد تايلاند لمسلمي فطاني، وغزو الحبشة للصومال وأرتيريا، وغزو روسيا لكثير من البلاد الإسلامية وأخيرا أفغانستان، ولا نقرأ مقابل ذلك إلا الكلام والعواطف وحفنات الغذاء والكساء التي تقدم إلى اللاجئين والمشردين رغم صداقة بعض الحكومات الإسلامية للولايات المتحدة وصداقة البعض الآخر لروسيا فلا هذه نفعت ولا تلك أفادت.. والمسلمون يعيشون تحت تهديد الاضطهاد والتشريد حتى من إخواننا المسلمين العرب..

الشيوعية وأذنابها من الدول التي تسير في فلكها تنزل فتكا وتشريدا في المسلمين والدول الإسلامية والعربية تتفرج فلا تتدخل أية دولة ممن يدعون صداقة هذه الدولة الكبرى أو تلك لوقف هذا الفتك وهذا التشريد باسم الحق واسم العدل أو حقوق الإنسان المزعومة التي يتغنون بها بهتانا وزورا أقرب مثل على هذا الصومال.. البلد العربي تحتل الحبشة جزءا عزيزا منه، وتشرد سكانه وتضطهدهم فلا الدول العربية من أصدقاء روسيا التي تدفع الحبشة وتساعدها، تتدخل لدى روسيا، ولا الدول العربية من أصدقاء أمريكا تتدخل لدى أمريكا لمنع العدوان، ومثل ذلك يقال عن مسلمي الفلبين وفطاني، وأرتيريا وأفغانستان وغيرهم ممن تطالعنا الأخبار دائما بمآسيهم وما يلقون من ظلم وتشريد وتعذيب حتى في بلاد عربية، والذي يبعث على الحزن والألم ما ترويه الأخبار من وجود سبعة آلاف جندي عربي من جنوب اليمن في أثيوبيا يقاتلون إخوانهم المسلمين العرب الصوماليين إلى جانب أصدقائهم من الملاحدة الكوبيين والألمان الشرقيين والروس والأحباش.

ألا يدل هذا على أن العملاقين أو الدولتين العظميين متفقتان علينا وأن الاعتماد على إحداهما هو كقبض الريح لا فائدة منه بل كسراب بقيعه يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاء لم يجده وأن اعتمادنا على الله ثم على أنفسنا وتضامننا هو الملاذ الوحيد والأخير؟

إن الأمة إذا عجزت أن تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منها كما يقول الرسول.. "ونرجو ألا تصبح أمة الإسلام كذلك؟

معلومات أضافية

  • العــدد: 54
  • الزاوية: رقيب اليوم
  • تاريخ النشر: 9/3/1402ﻫ
  • الصحيفة: الندوة

اترك التعليق

الحقول التي تحمل علامة * مطلوبة.

المقالات حسب تصنيفات المواضيع

لتحميل المقدمة و العناوين هنا